حوار مباشر مع البروفیسور بیتر أدامسون

 

أخبر قسم العلاقات العامة لمؤسسة التضامن والحوار بين الأمم أن قد أجری حواراً مباشراً عبر تطبیق إنستغرام مع البروفیسور بيتر أدامسون، أستاذ الفلسفة القديمة والفلسفة الإسلامية في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ، في 28 مایو 2020. كان هذا البث المباشر الذي لاقى استحسان الجماهير من مختلف البلدان الإسلامية والأوروبية، أول نقاش على إنستغرام ضمن سلسلة مواضيع حول دراسة الفلسفة الإسلامية في الغرب نظمتها مؤسسة التضامن والحوار بين الأمم.
يعتبر البروفيسور بيتر أدامسون من أشهر الشخصيات الأكاديمية في تاريخ الفلسفة وخاصة الفلسفة الإسلامية في الغرب. ولد في الولايات المتحدة ويقيم حاليًا في ألمانيا وميونيخ. كانت أنشطته الإعلامية وأبحاثه الفلسفية حول تاريخ الفلسفة واسعة النطاق لدرجة أنها جعلت منه شخصية دولية ومؤثرة. كما سافر إلى إيران مرة واحدة ولديه ذكريات جميلة عن ذلك البلد.
تحدث بيتر أدامسون عن دراسة الفلسفة الإسلامية في الغرب وخصائصها في هذه المقابلة المباشرة وأشار إلى الفجوة بين تيار الفلسفة الإسلامیة في إيران و بین هذا التیار في أوروبا. اعتبر أدامسون أن المشاكل العملية مثل عدم امکانیة الوصول إلى الكتب الفارسية، وعدم التعرف علی اللغة تعیق عن تقريب العلماء الغربيين والإيرانيين من بعضهم البعض. كما تحدث عن ضعف المنح الدراسية وعدم مشاركة الطلبة المسلمين فيها.
وصف أدامسون إهمال القضايا الفلسفية للجامعات الإيرانية في الغرب بفجوة كبيرة في دراسة الفلسفة الإسلامية في العالم الغربي، وأعرب عن أمله في أن يتحسن هذا الوضع عبر طرق الاتصال الجديدة کالندوات الافتراضية والنشر الإلكتروني للكتب وتوسیع العلاقات بين الجامعات وتحسينها.
رداً على سؤال حول مستقبل دراسات الفلسفة الإسلامية في الغرب، صرح البروفيسور أدامسون أن دراسات الفلسفة الإسلامية آخذة في التوسع في الغرب وقال أن قبل عشرين عامًا، لم يتم النظر إلا في الفلاسفة الإسلاميين الأوائل لأن أعمالهم ترجمت إلى اللاتينية في العصور الوسطى وأثرت على الفلسفة المسيحية؛ ولكن اليوم، لا تقتصر دراسة الفلسفة الإسلامية في الغرب على فترة تاريخية محددة وتشتمل على الفلاسفة الإسلاميين مثل فخرالدين الرازي أو صدرالمتألهین الشيرازي أو العلامة الطباطبائي.
علق الدکتور أدامسون على نتائج وفائدة هذه الدراسات قائلاً: “أعتقد أن إحدى فوائد دراسة الفلسفة الإسلامية في الغرب هي إخبار الناس في أوروبا وأمريكا بأنهم مخطئون بشأن العالم الإسلامي. لأن الكثير من الناس في أوروبا وأمريكا الشمالية يعتقدون أن الثقافة الإسلامية لم تنتج شيئًا”. کما أشار إلى العلماء الذين يعتقدون أن العصر الذهبي للحضارة الإسلامية وبالتالي الفلسفة الإسلامية كانا قائمين حتى القرن الثاني عشر المیلادي وانتهى بعد ذلك، لكن دراسة الفلسفة الإسلامية اليوم تقضي على هذا الموقف السلبي تجاه العالم الإسلامي.
قال الأستاذ الجامعي والفيلسوف الأمريكي الشهير، في تقديم المشورة للطلاب المسلمین الراغبين في متابعة دراستهم في جميع أنحاء العالم أن تعلم اللغة الإنجليزية أو إحدى اللغات الأوروبية هو القضية الأولى. النقطة الأخری هي أن علیهم الدراسة في الغرب علی مستوى الماجستير (وليس فقط علی مستوى الدكتوراه) لكي يصبحوا أكثر دراية بالآليات الأكاديمية في الغرب.
وفي ختام هذه المحادثة، روى البروفيسور أدامسون ذكرياته من الرحلة إلى إيران وتحدث عن كرم الشعب الإيراني في الضیافة ووصف الرحلة إلى أصفهان بأنها رائعة وقال أن أصفهان في رأيه من المدن التي يجب أن يراها كل إنسان خلال حياته. کما صرح بأن علی أن یفخروا ببلادهم بسبب المستوى الأكاديمي لأساتذة الجامعات الإيرانيين.

Exit mobile version