إلی أين ستنتهي أحاديّة ترامب؟
لم یبقی شيء حتى نهاية الولاية الأولى للرجل الذي يعتبر نفسه أفضل رئيس في تاريخ أمريكا! ورجل الذي أظهر أن له نظامًا خاصًا به ولا يؤمن بالنظام الدولي الذي تم إصلاحه عبر سنوات. انسحبت ترامب من 18 معاهدة دولية بمفرده ولایزال ینسحب من المنظمات والمعاهدات الدولية. آخر انسحاباته كان الانسحاب من منظمة الصحة العالمية. هذه التصرفات من قبل إدارة ترامب هي نتيجة تفكيره التجاري، والأفكار التي تسعى إلى تحقيق مصالحه. يمثل ترامب مجموعة من القوميين المتطرفين في الولايات المتحدة شعارهم التفوق الأمريكي مع شعاره الواضح أن “مصالح الولايات المتحدة مهمة أولاً” و”كل ما لا يشمل مصالحنا لن يتمكن من البقاء”.
كان انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدات والمؤسسات الدولية حافزًا لبروز قادة شعبويين آخرين في دول أخرى، ولأن الولايات المتحدة توفر جزءًا كبيرًا من ميزانية هذه المؤسسات، فقد تسبب انسحابها في العديد من المشكلات لهذه المنظمات وعدم كفاءة هذه المنظمات على نطاق واسع.
بالطبع، لن تكون هذه الأحادية لإدارة ترامب بدون تكلفة، وستؤدي على المدى الطويل إلى عزلة متزايدة للولايات المتحدة على الساحة الدولية، مما يجعلها لم تعد عضوًا موثوقًا به في المعاهدات الدولية، ويبدو أن ستحل القوى الأخرى کروسيا والصين، محل الولايات المتحدة على الساحة الدولية، والتي ستثير بالطبع ردود فعل من الولايات المتحدة، مثل طفل لا يتسامح مع قواعد اللعبة ولا يتسامح مع مشاهدة الآخرين يلعبون بدونه.
ومن المؤمل أن تنتهي ولاية هذا الرئيس غير المتسق في الثالث من نوفمبر، لأن هذا النهج الأناني المهيمن للولايات المتحدة مع استمرار رئاسة ترامب قد يكون بداية لتوترات أكبر على الساحة الدولية.
Copyright © 2017 — FODASUN NGO • All rights reserved.