د. سيد محمد ساداتی نجاد
رضا أنصاري
منذ القرن السابع عشر ، أصبحت ثقافة الديمقراطية الليبرالية الأيديولوجية السائدة في أوروبا شيئًا فشیئًا. کانت هذه الفكرة بمثابة تقاطع الفكر الليبرالي كثقافة اجتماعية و فکرة الديمقراطية كأسلوب لإدارة المجتمع ، وكانت لها متطلباتها الخاصة التي تقتحم فيها النساء مناصب مختلفة. الحرية بإعتبارها الشعار الرئيسي لليبرالية ، والمساواة كشعار رئيسي للديمقراطية یدّعان بالإعتراف بأهمية مکانة المرأة والسعي إلى تثبیتها.
اكتسبت شعارات الليبراليين الغربيين شعبية بين مجتمع النساء بسرعة ، و ممکن أن یكون السبب الرئيسي في هذا الأمر هو ماضي هذه النساء في المجتمع الأوروبي. قبل عصر التنوير ، كانت النساء الأوروبيات بمثابة آلة للرجال و محرومات من التعليم و الحضور الإجتماعي ، و رجال أوروبا هم من قرروا هذا الأمر لهن. و قد يقول البعض أن هذه الظروف کانت في الشرق أيضا ، وأکثر زمانًا بالنسبة إلی الأوروبيين ، ولكن یجب أن نقول کان الوضع في الشرق مختلفًا عن الغرب. أولاً ، كان هناك إشكالاً أساسياً للإيديولوجية الأوروبية في الغرب وهذا يعني أن المرأة كانت في الأساس لا مکان لها في نظرة الإقطاع الغربي ، ولكن إذا کان لرجل أخلاق صحيحة مع النساء ، فقد هذا لطيبة نفسه وليس لقیَم المجتمع. في المقابل ، قد تأسست قیم العالم الإسلامي على أساس إحترام المرأة من قبل ألف وأربعمائة عام ، وكان الإسلام قد أمر إحترام حقوق المرأة. النقطة الأخرى في هذا المجال هي نوع المواجهة بين النساء الغربيات والنساء الشرقيّات في إعتناق الحداثة الليبرالية.
عندما شاهدت النساء الغربيات الحريّات التي لا نهاية لها في النظام الرأسمالي تبننها علی الفور، دون التسائل علی بعض عواقبها الوخيمة علیهن. ونتيجة لذلك ، في نظر الديمقراطية الليبرالية ، النساء رغم نجاحهن في تحقيق المسؤوليات السياسية والاقتصادية و الثقافية فيما يتعلق بمبدأ الرأسمالية والمتعة داخل مبدأ الديمقراطية الليبرالية ، جزء كبير منهن أصبحن أداة لزيادة أرباح الرجال وسرورهم ومتعتهم. وبعبارة أخری ، کانهن کالمستجیر من الرّمضاء بالنّار. إنّ نجاحات المرأة في المجتمع الغربي اجتمعت مع إخفاقات وإهانات المرأة في هذا المجتمع ، سواء إن کان ذلك في شكل ربح للإقتصاد أو ترويجاً لثقافة الإباحية والفساد يكشف الواقع و صورة المرأة بطريقة کاملة في الثقافة الغربية. على الرغم من أن جزءًا من هذه الثقافة ایجابیة ، ولکن جزءاً كبيراً منها سلبية.
بينما في إيران ، عندما حاولوا إجبار النساء على خلع الحجاب و تحکیم الديمقراطية الليبرالية ، واجهوا معارضة شديدة ؛ لأن النساء المسلمات لم يخجلن من وضعهن ولم يسعين إلى الهروب من الوضع الراهن للمرأة الأوروبية. إذاً تلعب الجذور الثقافية دوراً مهماً في تحديد حقوق المرأة ومكانتها التي يمكننا رؤيتها في السياق الحالي. على الرغم من أن الغربيين يسعون إلى فرض ظروفهم الخاصة على العالم بأسره في شكل من أشكال العولمة أو إنتهاكات حقوق الإنسان ، إلا أن الأدلة تشير إلى أنّ النساء في إيران لم يتعرضن للإذلال مثل الغرب ، وما زال يحتلن مكانهن في المجال الثقافي-الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.