Avicenna

ابن سینا

ابن سینا

سيرته الشخصية
ولد ابن سينا حوالي عام 370 هـ / 980 م في قرية بالقرب من بخاری. ولد والده في بلخ لکن هاجر إلى بخارى في عهد نوح بن منصور الساماني (366-387 هـ / 977-997 م) وعمل في إحدى أهم القرى المسماة “خرمیثن” في النظام الإداري. تزوج والد ابن سينا من امرأة من قرية قریبة من “خرمیثن” وولد ابن سينا ولاحقًا أخوه الأصغر محمود في هذه القرية التي اسمها “أفشنة”.
كان لابن سينا عبقرية علمية خاصة. تعلم القرآن الكريم والعديد من الموضوعات الأدبية في العاشر من عمره وبرع في المنطق والعلوم الطبيعية والرياضيات 18 عاماً بعد میلاده. ثم التفت إلى علم الإلهیات وقرأ كتاب “ماوراء الطبیعة” لأرسطو.
كان لنظام ابن سينا الفلسفي بشكل عام وخاصة فيما يتعلق ببعض مبادئه، التأثير الأعمق والأكثر ديمومة على الفكر الفلسفي الإسلامي بعده وكذلك على الفلسفة الأوروبية في العصور الوسطى. يبتكر ابن سینا في بنية الفكر المشائیین ويوضح غموض فكر أرسطو ويضيف إليه أحيانًا، وأخيرًا حاول إنشاء نظام فلسفي جديد بمساعدة عناصر الفلسفة الأفلاطونية الوسطی والحدیثة؛ لكن أحداث الحياة، وخاصة وفاته المبكرة، تركت جهوده غير مكتملة.
كان كتاب القانون لابن سينا متفوقًا على جميع الكتب الطبية الأخرى لعدة قرون، سواء في الأراضي الإسلامية أو في أوروبا في العصور الوسطى. لديه أيضًا أعمال ذات أهمية منهجية کثیرة في الموسيقى، لأنها يمكن أن تكون دليلًا للبحث العلمي في الموسيقى. لديه أعمال عرفانیة بلغة غامضة ورمزية التي كان لها تأثير واضح على الأدب الصوفي بعده.
كان لابن سينا أيضًا مؤلفات في اللغة واللغويات. بالإضافة إلى ذوقه في الشعر والبلاغة، مما يدل على إتقانه للغة العربية. لديه أيضًا رسالة صغيرة مهمة جدًا حول مبادئ وأسس علم الأصوات. ترك ابن سينا مؤلفات قيمة ومهمة باللغة الفارسية أشهرها دانشنامه علائی (بمعنی موسوعة علائي).

تعلمه
التعلم الابتدائي
تعلم ابن سینا القرآن والعديد من المواد الأدبية في العاشرة من عمره وقبل الدروس الأخری. کان ابن سينا یقرأ مع والده رسائل جماعة إخوان الصفا بعض الأحیان. أرسله والده إلى بائع خضار يدعى محمود مساحي الذي کان عالماً بالحسابات الهندية وتعلم ابن سينا منه هذه العلم.

دعوة الإسماعيلية
قبل والده دعوة أحد الدعاة الإسماعيليين في مصر وکان من أتباعه کما كان شقيق ابن سينا من الإسماعیلیین. والد ابن سينا دعاه إلى الديانة الإسماعيلية، ولكن رغم أنه استمع إليهم وفهم ما يقولونه عن العقل والروح، إلا أنه رفض دينهم واتباعهم.

تعلم الفلسفة
في ذلک الحین، جاء إلى بخارى عالم يُدعى أبوعبدالله الناتلي (حسين بن إبراهيم الطبري) الذي ادعى أنه فيلسوف واستضافه والد ابن سينا في بيته ودرس ابن سينا عنده الفلسفة وکتاب “إیساغوجي” الذي یعد مدخلاً لمنطق أرسطو. کان ابن سینا یستخدم جميع أساليب الاحتجاج علی طريقة الفقهاء في هذا الدرس واكتشف نقاطًا جديدة وذهل المعلم.
تعلم ابن سينا أجزاء المنطق البسيطة من الناتلي، لكنه وجد الناتلي غير مدرك لتفاصيل هذه المعرفة، فقرأ كتب أرسطو في المنطق وقرأ شروح الآخرين عليها، حتى أتقن هذه المعرفة. في الوقت نفسه، درس كتاب “عناصر أو مبادئ الهندسة” لعالم الرياضيات اليوناني الشهير إقليدس عند الناتلي، ثم قرأ باقي الكتاب بنفسه.
ثم بدأ في دراسة كتاب المجسطي الشهير لبطليموس، عالم الفلك اليوناني العظيم عند الناتلي وبعد قراءة المقدمة والوصول إلى أشكالها الهندسية، طلب منه الناتلي أن یقرأ باقي الكتاب بنفسه ويسأل المشاكل منه، لكنه حل المشاكل بنفسه وحتى أوضحها للناتلي.

تعلم الطب
بعد مدة، غادر الناتلي بخارى متجهًا إلى جرجانية للوصول إلى بلاط أبو علي مأمون بن محمد الخوارزمي. تعلم ابن سينا بنفسه كتب الطبيعيات والإلهیات بحيث “فتحت له أبواب المعرفة” على حد تعبيره. ثم التفت إلى العلوم الطبية وبدأ في قراءة الكتب حول هذا الموضوع. کان ابن سينا یعتبر الطب علمًا بسيطًا وأصبح بارعًا فيه في وقت قصير بحيث یدرس اللأطباء ویعالج المرضی جیدًا. كشف في أثناء ذلك عن طرق علاج تجربیة لايمكن وصفها حسب قوله.

تعلم المنطق
بدأ ابن سينا دراسة المنطق للمرة الثانیة بعد أن صار طبیبًا شهیرًا ودرس كتب المنطق وجميع أقسام الفلسفة. کان ابن سینا مکبا علی دراسته طول النهار وحتی طول اللیل في هذه المرحلة من عمره لأن من طلب العلی سهر اللیالي. کان یواجه عددًا كبيرًا من المسائل ویسعی في حلها بصبر ودقة وکلما واجه مسئلة لا يقدر حلها کان یذهب إلى المسجد ويصلي ويطلب من الله أن يحل مشكلته. ومضى ابن سينا بهذه الطريقة في إدراك جميع العلوم والتغلب عليها بقدر قدرة الإنسان، كما يقول هو نفسه:
“ما كنت أعرفه حينها (أي حین کان یافعًا) هو ما أعرفه الآن، ولم أضف شيئًا إلیه حتی الآن”.
كان ابن سينا يبلغ من العمر 18 عامًا في ذلك الوقت ، وكان بارعًا في المنطق والطبیعیات والرياضيات، ثم التفت إلى علم الإلهیات وقرأ كتاب أرسطو عن “ماوراء الطبیعة” 40 مرة حتی حفظ نص الکتاب، لكنه لم يفهم محتواه والغرض منه بعد. أصيب بخيبة أمل وقال في نفسه: “هذا كتاب لا سبيل لفهمه”، إلى أن ذات يوم، عرض عليه رجل في المكتبة كتابًا رخيصًا اشتراه مترددًا وكان هذا كتاب أبو نصر الفارابي عن “أغراض ماوراء الطبیعة”. بعد قراءة ذلك، اتضح له غرض ومحتوى “ماوراء الطبیعة”.

معالجة حاكم بخارى

كان حاکم بخارى نوح بن منصور الساماني آنذاك وهو يعاني من مرض عجز الأطباء عن علاجه. ذكر الأطباء اسم ابن سینا عند الطبیب وطلبوا منه الاتصال بابن سينا. ذهب ابن سينا ​​إلى الحاکم وعالجه بمساعدة من الأطباء الأخرین، ومنذ ذلك الحين أصبح من المحيطين بالحاکم. طلب ابن سينا من الحاکم الإذن بالدخول إلى مكتبته العظيمة والشهيرة، فأعطي له هذا الإذن. وجد ابن سینا هناك العديد من الكتب في مختلف العلوم لم يسمع بها أحد. استفاد من هذه المکتبة كثيرا، لکن اشتعلت النيران في المكتبة یومًا وأحرقت جميع الكتب. قال أعداء ابن سينا أ​نه أحرقها حتى لا يستفيد الآخرون من كتبها.

بلغ ابن سينا في هذا الوقت إلی الثامنة عشرة من عمره وهو انتهى من تعلم كل علوم عصره. يقول: “كانت لدي في ذلك الوقت ذاكرة أفضل من الآن، لكن معرفتي الآن أكثر نضجًا، وإلا فهي نفس المعرفة ولم أحقق أي شيء جديد منذ ذلك الحين”.

أسفاره
كان ابن سينا يبلغ من العمر 22 عامًا عندما توفي والده. تولى بعض شؤون حكومة الأمير الساماني عبد الملك الثاني في غضون ذلك. بعد ذلك، غزا إيلك نصر بن علي القراخاني بخارى واستولى عليها وسجن عبد الملك بن نوح، آخر السامانيين وأرسله إلى أوزکند.
وهكذا يبدو أن ابن سينا قد أمضى قرابة عامين في بلاط عبد الملك بن نوح، أي منذ وفاة نوح بن منصور (387 هـ / 997 م) حتى نهاية حکومة عبد الملك. لذلك أجبر ابن سينا علی مغادرة بخارى والسفر إلی الغرب. سافر إلى جرجانیة وجرجان وري وهمدان من عام 392 هـ إلى عام 406 هـ وعانى الكثير من حكام زمانه في هذه الأسفار.
بدأ ابن سینا كتابة كتاب “الشفاء” في مدينة همدان خلال حكم شمس الدولة على هذه المدينة. طلب شمس الدولة منه أن يكتب تعليقًا على مؤلفات أرسطو، لكن أخبره ابن سينا أنه ليس لديه وقت للقيام بذلك، ولكن اقتنع أن يكتب كتابًا في العلوم الفلسفية (دون أن يرد علی الخصوم أو یناقش آراءهم) وهكذا بدأ كتابة قسم “الطبيعیات” من كتاب الشفاء. يبدو أن ابن سينا عاش حياة هادئة في هذه الأثناء لأنه حسب الجوزجاني كان يقضي أيامه في العمل بوزارة شمس الدولة، وفي الليل يتجمع الطلاب حوله لقراءة كتب الشفاء والقانون. لكن بعد فترة وجيزة، لجأ ابن سينا إلى الحياة السرية لفترة من أجل التخلص من ظلم حكام عصره. فهرب ابن سينا فترة وعاش مختبئا في منزل رجل اسمه أبو غالب عطار وکتب الأقسام الأخری من کتاب الشفاء.

في السجن
کشف أعداء ابن سينا مخبأه (منزل أبو غالب عطار) ووجدوه واعتقلوه وأرسلوه إلى حصن يسمى فردجان وسجنوه هناك. تقع قلعة فردجان، والتي تسمى أيضًا برهان أو براهان (فراهان) على بعد 15 ميلًا من همدان في منطقة جراء بين همدان وأصفهان.
أمضى ابن سينا أربعة أشهر في هذا الحصن وبعد ذلک عاد إلى همدان وعاش في بيت رجل علوي وكتب بقية باب “منطق” الشفاء فیه. لا نعلم شيئًا عن اسم الرجل العلوي إلا أن ابن سينا قدم رسالته في طب القلب لرجل اسمه الشريف السعيد أبو الحسين علي بن حسين الحسني والذي يبدو أنه علوي وربما نفس الرجل.

السفر إلی أصفهان
أمضى ابن سينا بعض الوقت في همدان وبعد مدة غادر همدان إلى أصفهان برفقة تلميذه جوزجاني وعبيدین متنكرين وبملابس الصوفيين، وبعد معاناة كثيرة وصل إلى مكان يُدعى طیران بالقرب من أصفهان.

الترحیب في أصفهان
أتى أصدقاء ابن سينا وأصحاب وأتباع علاء الدولة الذين علموا بقدوم ابن سينا لاستقباله وأحضروا له ملابس وحبرًا خاصًا. نزل في منزل رجل اسمه عبد الله بن بي‌بي في أصفهان. كان هذا المنزل يحتوي على سجاد وأثاث كافٍ للحیاة. تبدأ 14 عامًا من الهدوء والإبداع في حياة ابن سينا من هذا الوقت فصاعدًا (414 هـ / 1023 م).

مؤلفات في أصفهان
كان ابن سينا رائدًا في كل العلوم. أكمل كتاب الشفاء من خلال كتابة أقسام “المنطق” و “الحاكم” و “إقليدس” و “الرياضيات” و “الموسيقى” في أصفهان كما كتب كتاب الأنصاف في هذه المدینة، لكن دُمر هذا الكتاب أثناء غزو الغزنویین واحتلال أصفهان عام 421 هـ. نهب جنود محمود الغزنوي بیت ابن سينا وممتلكاته وكتبه وأرسلوها إلى غزنة.

وفاته
استمر ابن سينا في العيش في أصفهان حتى اندفع علاء الدولة في عام 427 هـ / 1036 م إلى المعركة الغزنویین قرب همدان. رافق ابن سينا علاء الدولة في هذه الرحلة وأصيب بالمغص وبدأ بالعلاج. استمر في علاجه بعد عودته إلی أصفهان حتى تعافى قليلًا لکن بعد قلیل أراد علاء الدولة الذهاب إلى همدان ورافقه ابن سينا، لكنه اشتد مرضه. توقف عن العلاج بعد وصوله إلی همدان وتوفي بعد أيام قليلة في أول جمعة من رمضان 428 / حزيران 1037 في 58 من عمره ودفن في نفس المدينة.

مؤلفاته
كان ابن سينا مفكرًا وكاتبًا غزير الإنتاج على الرغم من حياته المضطربة والمليئة بالأحداث. ما تبقى من مؤلفاته المجملة والمفصلة یظهر ذهنه النشط وكأنه لم يوقف نشاطه وإبداعه حتى في أصعب المواقف وأكثرها إرهاقًا. موهبته في التعلم وحفظ ما قرأه معروفة جدًا و هو نفسه يشير إلى قدرته المذهلة على التعلم خلال الفترة المراهقة. ذاكرته القوية جعلت من السهل عليه الكتابة. يقول تلميذه الجوزجاني أنه عندما كان ابن سينا يهرب إلى منزل أبو غالب عطار، طلب منه الانتهاء من كتابة بقية كتاب الشفاء، ثم يضيف أنه في ذلك الوقت لم يكن لابن سينا كتبًا أو مراجع، لکن كان يكتب 50 صفحة كل يوم، حتى أنهى “طبيعیات” و “إلهیات” الشفاء وثم جزء من “المنطق”.
ويقول الجوزجاني: “لقد كنت في خدمته ورفقته منذ 25 عامًا ولم أره يقرأ كتابًا جديدًا من البداية إلى النهاية كلما مر عليه، لكنه کان یقرأ الأجزاء الصعبة والقضايا المعقدة ونظريات المؤلف للوصول إلى رتبته واكتشاف معرفته ودرجة فهمه.”
توجد الآن قائمة شاملة بجهود يحيى مهدوي لمعرفة مجموعة المؤلفات الأصلية لابن سينا والمؤلفات المنسوبة إليه. تم تقديم 131 كتابًا أصليًا لابن سينا و 111 عملًا منسوبة إليه أو مؤلفات بعناوين أخرى في هذه القائمة فيما يلي بعض المقالات التي تم نشرها وترجمتها إلى لغات أخرى:

في الفلسفة والمنطق
الشفاء
یعد هذا الکتاب أهم عمل فلسفي لابن سينا. نُشر قسمي “الطبيعیات” و “الإلهیات” من هذا الكتاب لأول مرة في طبعة حجریة بطهران (1303 هـ / 1886 م). نشر قسم “المنطق” وجميع الأقسام الأخرى بالقاهرة في الفترة من 1952 إلى 1983 بمناسبة الألفية لميلاد ابن سينا بإشراف إبراهيم المدكور وبجهود عدد من العلماء الآخرين. صدر قسم “الحجج” من “منطق الشفاء” منفصلًا عن طريق عبد الرحمن بدوي في القاهرة عام 1954 (الطبعة الثانية 1966).
تم نشر النص العربي لقسم “النفس” من کتاب الشفاء بجهود فضل الرحمن في أكسفورد بإنجلترا ونُشرت الترجمة اللاتينية القديمة لأول مرة في عام 1508 في البندقية بإيطاليا.

النجاة
يعتبر كتاب “النجاة” من أهم مؤلفات ابن سينا وهو ملخصًا لکتاب “الشفاء”. نُشر هذا الکتاب لأول مرة عام 1331 هـ / 1913 م بجهود محيي الدين صبري الكردي وللمرة الثانية عام 1357 هـ / 1938 م في القاهرة. نُشرت طبعة أخرى منه في طهران عام 1985 بجهود محمدتقي دانش‌بجوه. ترجم نعمة الله كرم قسم “الإلهیات” إلى اللاتينية ونشر في روما عام 1926، كما نشر فضل الرحمن الترجمة الإنجليزية لقسم النفس في كتابه “علم نفس ابن سينا” الذي صدر لأول مرة عام 1952 وثانيًا عام 1981 في لندن.

الإشارات والتنبیهات
یبدو أن هذا الکتاب هو آخر كتب ابن سينا ومن أبرز أعماله. أحد معالم هذا الکتاب، نثره الممتاز من جانب الأدب العربي. نشر لأول مرة عام 1892 في مدينة ليدن وللمرة الثانية في 3 مجلدات (4 أقسام) مع تعليق عليه من نصير الدين الطوسي و بجهود سليمان دنيا بين عامي 1957 و 1960 في القاهرة.

كتاب الإنصاف
كان الأنصاف كتابًا مطولًا، وغطى ما يقرب من 28000 مسئلة وفقًا لقول ابن سينا نفسه. تم نهب مخطوطته الوحیدة أثناء هجوم مسعود غزنوي على أصفهان. كان ابن سینا ينوي إعادة كتابة هذا الکتاب وفقًا لقوله، لكن لم يقدر علی هذا الأمر. عثر عبد الرحمن البدوي على أجزاء من هذا الکتاب ونشرها في مجموعة تسمى “أرسطو عند العرب”.

مؤلفات عربية أخرى
نُشر “منطق المشرقیین” لأول مرة في القاهرة عام 1910 ثم في بيروت عام 1982.
رسالة “الأضحویة في أمر المعاد” بجهود سليمان دنيا، القاهرة 1954.
کتاب “عيون الحكمة” بجهود عبد الرحمن بدوي، القاهرة 1954 والكويت 1978.
“تسع رسائل في الحكمة والطبيعیات”، القاهرة 1326 هـ / 1908 م، والتي تضمنت المؤلفات التالية: «رساله في الحدود»، «رساله في أقسام العلوم العقلیه»، «رساله في اثبات النبوّات»، «رساله النیروزیه»، «في الطبیعیات من عیون الحِکمه»، «في الاجرام العلویه»، «في القوی الانسانیه و ادراکاتها»، «في العهد» و «في علم الاخلاق».
“رسائل ابن سينا العرفانية”: «رسالة حي ابن يقظان»، «رسالة الطیر»، «رسالة فی ماهیة العشق»، «رسالة فی ماهیة الصلاة»، «رسالة فی معنی الزیارة» و «رسالة فی القَدَر».
تم نشر مجموعة من رسائل ابن سينا بعنوان “جامع البدائع” في القاهرة عام 1335 هـ / 1917 م ، والتي تشمل رسالة “شرح سورة الإخلاص” بالإضافة إلى “رسائل ابن سينا العرفانية”.
تم نشر مجموعة بعنوان “رسائل الشيخ الرئيس” في حيدر أباد بجهود عبد الله بن أحمد العلوي في عام 1975 والتي تضم “رسالة عن السعادة” و “رسالة في الذكر” بالإضافة إلى بعض الرسائل المذكورة أعلاه.
نشر حلمي ضياء أولكن مجموعة من رسائل ابن سينا في اسطنبول في عام 1953 بعنوان “رسائل ابن سينا 2” التي تضمنت الرسائل التالية: «جواب ست عشره مسئله لابي ریحان»، «أجوبة مسائل سَأَل عنها ابوریحان»، «مکاتبه لابی علی بن سینا»، «رسالة فی اِبطال احکام النجوم»، «مسائل عن أحوال الروح»، «أجوبة عن عشرة مسائل»، «رسالة فی النفس وبقائها ومعادها» و «الجواب لبعض المتکلّمین».
أعاد هنري كوربان نشر رسالة “حي بن يقظان” عام 1952 في طهران مع ترجمة وتعليق فارسيين قديمين وترجمتها الفرنسية.

“في معاني كتاب ریطوریقا” بجهود م. س. سليم، القاهرة، 1950.

“رسالة في الإكسير” بجهود أحمد آتش، اسطنبول، 1953.

“رسالة في معرفة نفس الناطقة وأحوالها” القاهرة، 1934.

“التعليقات” بجهود عبد الرحمن بدوي، القاهرة، 1972.

“النكت والفوائد” التي توجد مخطوطة منها في مكتبة فيض الله باسطنبول (رقم 1217) تحتوي على ملخص لـ “المنطق” و “الطبیعیات” و “الإلهیات”، ومضامینه تشبه مضامین “النجاة” و”الإشارات والتنبیهات”. هذه الرسالة قيّمة للغاية على الرغم من إيجازها.

“المبدأ والمعاد” بجهود عبدالله نوراني، طهران، 1984.

مؤلفات فارسية
لابن سينا مؤلفات عديدة بالفارسية من أهمها “دانشنامه علائی”. کتب ابن سینا هذا الکتاب لعلاء الدولة كاكويه بناء على طلبه وقدمها له. وهناك نقطة جديرة بالملاحظة في کتاب “نزهت نامه” تقول: “سمعت أن الحاکم الماضي علاء الدولة قدس الله روحه لشیخ الرئیس أبي علي سينا:” لو كانت العلوم الأوائل بالفارسية لربما عرفتها.» فأعد الشیخ الموسوعة لكن علاء الدولة لم يستطع الحصول على شيء”.

رسالة “رغشناسي” (بمعنی رسالة في النبض) نشر بجهود سيد محمد مشكوة، طهران، عام 1951.

رسالتین “كنوز المعزمین” و “معیار العقول” لابن سينا بجهود جلال الدين همایي، طهران، عام 1952.

مؤلفاته الطبية
القانون في الطب
ابن سينا ليس أحد أعظم الفلاسفة في العالم فحسب، ولكنه أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الطب في كل العصور أيضًا. أهم أعماله في الطب هو كتاب “القانون في الطب” الذي كتب الجزء الأول منه (أي الكتاب الأول) قبل عام 406 هـ / 1015 م، أي حوالي 35 عامًا.
قبل ابن سينا، كُتب كتابان مهمان عن الطب في المجال العلمي في العالم الإسلامي أحدهما كتاب “الحاوي” لمحمد بن زكريا الرازي (ت 313 أو 323 هـ / 925 أو 935 م) والثاني كتاب “كامل الصناعة الطبية (الكتاب الملكي)” لعلي بن عباس المجوسي (ت بعد 372 هـ / 982 م)، لكن تفوق “القانون في الطب” على مر القرون على جميع الكتب الطبية الأخرى في كل من البلدان الإسلامية وأوروبا في العصور الوسطى. يمكن العثور على العديد من مخطوطات القانون في المكتبات حول العالم. نُشر النص العربي للمجلدين 1 و 2 من القانون لأول مرة عام 1593 في روما.
کتب بعض الأطباء على هذا الکتاب العديد من الملخصات والهوامش أشهرها “موجز القانون” لعلاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي المعروف بابن نفيس (ت 687 هـ / 1288 م). كتب هذا الشخص تعليقًا كبيرًا على القانون بالإضافة إلى هذا الموجز تتوفر مخطوطة أجزاء منه. وتجدر الإشارة إلى أنه عندما یناقش نظرية ابن سينا في قضايا التشریح في الكتابين الأول والثالث من القانون، يقدم نظريته الخاصة عن “الدورة الدموية الصغری” التي حظيت باهتمام كبير في العقود الأخيرة. تعتبر هذه النظرية رائدة لنظرية “الدورة الدموية الكبری” التي طرحها ويليام هارفي (المتوفى عام 1657) في عام 1628، وبذلك أسس علم وظائف الأعضاء الجديد.
وصلت هيبة القانون وسمعته في الأوساط الطبية في العالم الإسلامي إلى مستوى يقول عنه نظامي عروضي: “لو قام أبقراط وجالينوس من الموت، كان جدیراً بهم أن یسجدا أمام هذا الكتاب”. يمزج ابن سينا في “القانون بين نظريات وأساليب شخصيتین علميتین قديمتین وعظيمین وهما أرسطو وجالينوس وأحيانًا يضعهما في مواجهة بعضهما البعض. تتجلى هيمنة أرسطو على ابن سينا ليس فقط في المجالات الفلسفية ولكن أيضًا في مجال التشریح. يعطي ابن سينا أرسطو الحق غالبًا ما في القضايا المهمة المتنازع عليها بین أرسطو وجالينوس. أخذ ابن سينا أشياء كثيرة من كتاب “الحاوي” الرازي في “القانون”، لكن السمة الأبرز لعبقرية ابن سينا في “القانون” هي أنه نظم المواد والموضوعات الطبية بأدق الطرق.

الأرجوزة في الطب
لابن سينا عدة مؤلفات أخرى في الطب بالإضافة إلى القانون ومن أهمها الأرجوزة في الطب وهي مكتوبة على شكل شعر وتضم 1326 بیتاً. يلخص ابن سينا في هذا العمل محتويات کتاب القانون. یُتناول الجزء الأول بعلم وظائف الأعضاء وأسباب وأعراض الأمراض. وخصص الجزء الثاني الخاص بالطب العملي ويتناول نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة واستعادة الصحة والجراحة.

مقالة في أحکام الأدویة القلبیة
كتب ابن سينا هذه المقالة باسم الشريف السعيد أبو الحسن بن حسني ويتم عرض القضايا النظرية المتعلقة بعلم وظائف الأعضاء وأمراض القلب وكذلك تأثير المشاعر العاطفية (مثل الفرح والحزن والوحدة والخوف والغضب والكراهية) على نشاطات قلب الإنسان فیها. يصف ابن سينا الأدوية البسيطة التي تفيد في تنظيم نشاطات القلب في هذه المقالة ويسرد أسماء الأدوية بالترتيب الأبجدي.

مؤلفاته الأخرى
ومن مؤلفاته الأخرى في مجال الطب یمکن الإشارة إلی رسالة “القُوَی الطبیعیة” ورسالة “فی الفَصد” ورسالة “معرفة التنفّس و النَبض” ورسالة “فی البَول” ورسالة “شَطر الغِب” (عن ملاریا) ورسالة “فی القولَنج” ورسالة “فی ذکر عدد الامعاء”.

سائر العلوم
كان ابن سينا خبيراً في الرياضيات وعلم الفلك وألف مؤلفات في هذا المجال وخصص له جزءا كبيرا من كتاب الشفاء وكان له براعة في صنع الأدوات.

الرياضيات
تتكون رياضيات كتاب الشفاء من 4 أجزاء أولها مبادئ الهندسة وثانیها الحساب وثالثها علم الموسيقى ورابعها الهیئة.
ومن أعماله الأخرى في الهندسة رسالة “في تحقیق الزواية” و “تحقیق مبادئ الهندسة”.

علم التنجیم
کان ابن سينا من ناكري علم التنجیم وكتب رسالة تسمى “في ابطال أحكام النجوم” أو رسالة “في الرد علي المنجمين”. عرف ابن سینا علم التنجیم بأنه علم قائم على التخمين والغرض منه هو الحصول لعلامات حول مصیر الإمبراطوريات والبلدان والأشخاص بمشاهدة الأبراج الفلکية. لقد اعتمد ابن سينا العقل السليم في رفض هذا العلم.

الطبیعیات
كان هدف ابن سينا في كتابة الأقسام العلمية عن الشفاء هو تأسيس أسلوب علمي للأجيال القادمة، لكنه لم يتضمن بالضرورة أحدث المواد العلمية. على الرغم من أن ابن سينا كان من أتباع أرسطو في مجال الأرصاد الجوية واعترف بذلك بنفسه، إلا أنه لم يتبع آراء أرسطو في الحالات التي بدت فيها نظرية جديدة ومناسبة له أو توصل هو نفسه إلى نتيجة أخرى. تناول ابن سينا جوانب مختلفة من فیزیاء الأرض والأرصاد الجوية بما في ذلك تكوين الجبال والمياه الجوفية والزلازل والمناجم والسحب والمطر وبخار الماء والندى والثلج والبرد والهالة وقوس قزح والرياح (الأصل والأنواع ودرجة الحرارة والقوة وامکانیة هطول الأمطار والتأثيرات والمدة والاتجاه إلخ.) والرعد والبرق والمذنبات والشهب. کتب ابن سينا في هذا المجال رسالة “الآثار العلویة” أو “أسباب الآثار العلویة” والمقالة الأولی والثانیة في فن الخامس القسم الطبیعیات من کتاب الشفاء عن فيزياء الأرض والأرصاد الجوية.

موسيقى
خمسة من أعمال ابن سینا یتناول الموسيقى من بين الأعمال المنوعة والعديدة المنسوبة إلى ابن سينا وهي کتب “الشفاء” و”النجاة” و”دانشنامه علائى” و”مدخل إلى صناعة الموسيقى” وکتاب “اللواحق”. تم تخصيص جزء للموسيقى فقط في الكتب الثلاثة الأولى، لكن الكتابين الآخرين كليهما في الموسيقى. “المدخل إلى صناعة الموسيقى” من الأعمال المفقودة لابن سينا حتی الآن الذي يذكره ابن سینا في “المقالة الأولی” من قسم الموسيقى في الشفاء ويصفه ابن أبي عصيبة بأنه شرح للشفاء.
فقسم الموسيقى في الشفاء بعنوان “جوامع علم الموسيقى” (الفن الثاني عشر) هو أحد الأقسام الأربعة من “الرياضيات” في ذلك الكتاب، وأهم عمل لابن سينا في الموسيقى. نظرًا لأن القدماء اعتبروا العلوم الرياضية أو التعليمية لتشمل التخصصات الأربعة للإقليدس (الهندسة) والمجسطي (الهیئة) والأرثماطیقي (الحساب أو خصائص الأرقام) والموسيقى، ذكر ابن سينا أيضًا الموسيقى في قسم الرياضيات.
أهمیة مؤلفات ابن سینا عن الموسيقى في منهجية کتبه حيث يمكن أن تكون دليلاً للبحث العلمي في الموسيقى. هو يتجنب الاقتباس من المواد الممزوجة بالخيال والقصص الأسطورية، ولا توجد أشیاء مثل اختراع العود من قبل لمك بن قابل (أو قابيل بن آدم) أو صنع النحاس والحديد من قبل توبال بن لمك في “جوامع علم الموسيقى”.
يهتم ابن سينا أيضًا بأعمال الفلاسفة اليونانيين القدماء ويشير أحيانًا إلى أقوال لأشخاص مثل بطليموس وإقليدس وفيثاغورس كما فعل الفارابي وآخرون قبله إلى حد ما.
نقطة أخرى هي الحسابات الدقيقة التي استخدمها ابن سينا في “جوامع علم الموسيقى” واعتباره الجانب النظري والعلمي للموسيقى كمعرفة دقيقة. لذلك، لن يكون من المبالغة أن نقول إن ما قاله عن أبعاد ونسب الموسيقى، أو الدقة التي استخدمها في التعبير عن التعريفات الأساسية للموسيقى، أمر فريد من نوعه. كما أن مناقشته للعلاقة بين الموسيقى والشعر ومقارنة هذين الفنين العظيمين مع بعضهما البعض قد تكون من أولى الأبحاث المتعلقة بموسيقى الشعر، خاصة أنه في تلك الأيام كان الاهتمام أكثر بالجانب العملي للموسيقى والموسيقى النظري كانت الأقل دقة وأقل اعتبارًا.

اللغة واللغويات
تفوقت شهرة ابن سينا في الحكمة والطب منذ البداية على الجوانب الأخرى من شخصيته وتسببت في حجب بعض أعماله ونتائج فكره وذوقه في مجالات الأدب واللغة واختفت بمرور الزمان. يقول تلميذه المخلص أبو عبيد الجوزجاني في رسالة قصة ابن سينا أنه في يوم من الأيام دار جدل بين بوعلي سينا وأبو منصور جبان، اللغوي الشهير، في بيت علاء الدولة، وقال أبو منصور لابن سینا: «أنت فيلسوف ولا تعرف اللغة العربية جیداً.» غضبت الشيخ من هذا الکلام ودرس كتب الأدب واللغة لمدة 3 سنوات مجداً و برع في هذا العلم أيضًا. ثم قام بتأليف ثلاث رسائل بأسلوب ثلاثة من عظماء الأدب والتأليف، وهم ابن عميد وصاحب بن عباد وأبو إسحاق صابي، وأمر بتجليدها في مجلد واحد كأنها كتاب قديم. ثم سلم الكتاب لعلاء الدولة وطلب منه أن يعرضه كنسخة قديمة لأبي منصور جبان ويطلب منه شرح مشاكله، ولكن أبو منصور فشل في فهم الكلمات النادرة والمعاني الصعبة للعبارات وأخبره الشيخ عن شرح المشاکل المذكورة.
لا يوجد شيء من الرسائل التي كتبها الشيخ بأسلوب القدما، ولكن هناک مقتطفات قليلة من رسالة “لسان العرب” يمكن من خلالها فهم کيفية كتابة هذا الکتاب. هذه المقتطفات عبارة عن رسالة قصيرة تحتوي على عدد من الكلمات والتعابير الدينية والفلسفية والکلامية مع تعاريفها باختصار مرتبة حسب الموضوع وعناوين فصولها الرئيسية كما يلي: كتاب الأنبياء والنبیین، القضاء و القدر، فی أمر الصحابة، المهاجرون و الانصار، العبادة و الزهد، المذاهب. ليس من الواضح ما هي عناوين الأقسام الأخرى من التكوين الأصلي، وهل هي موسوعة عامة أم أنها تحتوي فقط على كلمات وتعبيرات دينية وفلسفية وکلامية. إن طريقة التعبير عن التعريفات والدقة التي تظهر في هذا المقطع تذكرنا بالطريقة التي استخدمها الشيخ في كتابه الحدود. على الرغم من أن أسلوب كتابته في بعض أعماله مثل القانون والشفاء ورسائله في المنطق والرياضيات وفروع العلوم الأخرى بسيط نسبيًا وواضح وخالي من الأعمال الأدبية، إلا أنه في بعض أعماله الأخرى مثل الإشارات والتنبیهات و في قصصه الرمزية، يمكن رؤية نوع من الجهد في ترتيب الكلمات واستخدام التفاصيل الأدبية الدقيقة وصناعات البدیع والبیان بوضوح.

الشعر والبلاغة
من أهم مظاهر شخصية ابن سينا التي تخفيها شهرته وأهميته في الحكمة والطب، هي قدرته المذهلة في الشعر والبلاغة. له أعمال شعریة مثل القصیدة العینیة وقصیدة الجمانة الالهیة في التوحید والقصیدة المزدوجة في المنطق و عدة أرجوزات في الطب.
من الأمثلة التي ذکرها ابن أبي اصيبعة من أشعار ابن سينا ضمن سيرته، يمكن فهم أسلوب خطابه الشعري. موضوعات شعره غالباً هي الحكمة والأخلاق والنصيحة وبعض الخمریات. على الرغم من أن شعره عمومًا يعبر عن أفكاره الفلسفية، إلا أنه غالبًا لا يخلو من الروايات والموضوعات الدقيقة، حتی کأن ابن فارض اقتبس مطلع خمریته الشهيرة من هذا البیت لابن سینا:
شربنا علی الصوت القدیم قدیمة لکل قدیم اوّل هی اوّل
کلام الشيخ متقن ومحکم في الشعر والنثر ویدل على قوته وإتقانه للغة العربية. لدیه رسائل أدبية مثل “خطب و تحمیدات و اسجاع” و”مخاطبات و مکاتبات و هزلیات” بالإضافة إلى القصائد. كما يبدو أنه ألف كتاباً في علم النحو يشار إليه بكتاب “الملح في النحو”. یقال أن له كتاب في علم العروض اسمه “معتصم الشعراء” كتبه وهو في السابعة عشرة من عمره، لكن لم يتم العثور علیه حتى الآن.

علم الأصوات
من أهم مؤلفات ابن سينا هو رسالة صغيرة حول مبادئ وأسس علم الأصوات (مخارج الحروف)، وقد ورد عنوانها في النسخ الموجودة في عدة أشكال أشهرها “مقالة في أسباب حدوث الحروف و مخارجها”. كتب الشيخ هذه الرسالة بناءً على طلب اللغوي والنحوي الشهير أبو منصور جبان وباسمه.