جزيرة قشم
جزيرة قشم هي واحدة من جزر محافظة هرمزجان ، وهي من أكبر الجزر في إيران والخليج الفارسي في مضيق هرمز. أصبحت هذه الجزيرة مکان سياحي في العقود الأخيرة. و من العوامل المذهلة و الجذابة للجزيرة أسواقها و المشاهد الطبيعية مثل غابات المانغروف وكهف خربس و مضیق شاهكوه والدلافين في الخليج الفارسي و وادي النجوم و جزر ناز و كهف الملح
التاریخ
الجغرافيا
الأماكن
معرض الصور
التاریخ
تتمتع جزيرة قشم بموقع جغرافي خاص وذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها في مضيق هرمز و مجاورة لجزر هرمز ولارك و هنجام و طنب الصغری و طنب الکبری و أبو موسى.
من الجدير بالذكر أن الاستخدام الجيوستراتيجي لجزيرة قشم لم یكن له أهميته فقط في العصر الحديث بالأسلحة والمعدات الحديثة ، بل نشاهد في تاريخ المجتمعات الإنسانية لهذه المنطقة أهميتها العسکریة و الجیوبولیتیكة ، وكانت جزيرة قشم دائما مكانا عسكريا وجغرافيا سياسيا ، والقوى البحرية في معظم العصور التاريخية کانت تبحث عن استخدام الاستراتيجية الجغرافية الخاصة لهذه الجزيرة.
كانت لقشم مكانة خاصة وأهمية إستراتيجية بالنسبة للعیلامیین لأنها كانت موقع إشراف العیلامیین لمرور البحارین عبر مضيق هرمز إلى إقلیمهم. لذلك ، نجد أنه في بعض العمليات الإستکشافیة الأثرية الصغيرة التي أجريت في جزيرة قشم ، يرتبط جزء كبير من الآثار الحاصلة بالعهد العیلامی. کانت تتعرض العیلامیون للتهدید بإستمرار من قبل السومريين. وصل السومريون إلى الخليج الفارسي قبل حوالي 5000 عام و في النهاية إنهزموا من البدویین و استقروا مع العيلاميين في جزيرة قشم الذي اليوم یمکن رؤیة آثارهم في شکل و مظهر الناس في الجزیرة.
استخدم الآشوريون بشكل إيجابي الجغرافيا الإستراتيجية لجزیرة قشم خلال فترة حكمهم. قبل الآشوريين، البابليون الذين کانت لديهم قوة بحرية قویة ولم يتمكنوا من هزيمة العیلاميين علی الأرض ، غزوا جزيرة قشم مرارًا ولكن ظروف قشم الخاصة ساعدت في هزیمتهم. في زمن المیدیین، کثرت الماشیة و تربیة الإبل والخيول والحمير والأغنام والماعز و صید اللؤلؤ والمحار في جزيرة قشم بطرق قديمة جدًا ، وكان صيادوا هذه الجزيرة قادرين على صید 200 نوع من الأسماك. و أيضا توسع نسيج الحصیر و بناء السفن و نسيج قماش شراع السفن في الجزيرة.
و یمکن أن آثار معابد المیثرائية و كهوف خربس ، بدأت منذ زمن الميديين في جزيرة قشم.
جمعت الحكومة الأخمينية في عهد داريوش في عام 571 قبل الميلاد عدد كبير من المتخصصين البحريين في جزيرة قشم لغزو منطقة سند و بُنيت العديد من السفن. أبحرت القوات البحرية بقيادة اليوناني اسكيلاس إلى بحر عمان و إحتلت أراضي بنجاب و سند. مع حفر قناة السويس خلال فترة داريوش و إتصال البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر ، أصبح الإبحار في الخليج الفارسي أكثر ازدهارًا و أيضا اكتسب مضيق هرمز وجزيرة قشم أهميته خاصة. وکانت جزيرة قشم مبدأ السفر الي إفريقيا ،ومركزًا رئيسيًا لبناء السفن في زمن الأخمينيین ، و تم بناء السفن البرمائية لأول مرة في العالم في نفس العهد .
خلال العهد الساساني ، غزا عرب الحجاز الموانئ والسواحل الإيرانية ، لكن لم یتمكنوا من إحتلال قشم. شکّل شاهبور الثاني الساساني (شاهبور ذو الأکتاف) قوة بحرية قوية و إستفاد من مکانة قشم بأفضل طريقة لقمع العرب. بعد بضعة قرون ، وخلال عهد أنوشيروان عندما حاول الأسطول الإيراني احتلال جزيرة سرنديب ، أصبحت جزيرة قشم مرة أخرى مركز تجمع القوات و الأسطول. و أيضا كان هذا الميناء مركزاً وسیطاً لتقدم القوات قبل الإنتقال نحو الهدف للهجوم علی الیمن.
بعد وصول القوات الإسلامية لمدائن عام 637 م ، استولی الجیش الإسلامي على خوزستان عام 640 بعد الميلاد ، لکن هُزم الأسطول الإسلامي في البحر أمام البحرية الساسانية. نتيجة لذلك ، غالباً ما لجأ الزرادشتيون الذين لم یقبلوا الإسلام إلى جزيرة قشم ، وأصبحت جزيرة قشم ملاذاً آمناً للزرادشتيين ، وقد تمكنوا من الإقامة لأكثر من قرن ضد الجيش الإسلامي – الذي کان قد أعد القوی البحرية للهجوم أيضًا- بإستخدام الجيواستراتيجية الخاصة لجزيرة قشم وقاوموا حتى بنوا سفنًا في قشم وأخیرًا هاجروا إلى ولاية غوجارات في الهند. تشير آثار العديد من المواقد الزرادشتية المتبقية في قشم إلى هذه الفترة التاريخية. بعد أن تم فتح جزيرة قشم من قبل الجيش الإسلامي ، هاجر البحارة من قشم أو اعتنقوا الإسلام ، لكن حافظت جزیرة قشم علي أهميتها في السيطرة على مضيق هرمز.
الجغرافيا
تحد هذه الجزيرة من الشمال مدينة بندر عباس ، و مرکز مقاطعة خمیر وجزء من مدينة بندر لنجه ، ومن الشمال الشرقي بجزيرة هرمز ، ومن الشرق جزيرة لارك ، ومن الجنوب جزيرة هنجام ، ومن الجنوب الغربي جزر طنب الصغری و طنب الکبری و أبو موسی. أقرب ميناء على الساحل الرئيسي للبلاد إلى جزيرة قشم هو میناء بندر عباس ، الذي تصل مسافته علی مقاطعة سربندر في قشم 8/10 ميل (20 كم). تبلغ مساحة الجزيرة 1419 كم، حوالي 2/5 مرة من ثاني أكبر جزيرة في الخليج الفارسي ، البحرين. ويبلغ إجمالي طول جزيرة قشم 120كم ومتوسط عرض الجزيرة 11 كم.
في عام 1390 ، تم تقسيم المدينة إلى ثلاثة أجزاء مركزية ، و إنقسمت مناطق شهاب وهرمز إلي 7 أقسام. تقع مدينة قشم في أقصى شرق الجزيرة وعلى الرغم من أن هذه المدينة لیس لها مركزاً هندسياً بالنسبة للجزيرة بأكملها ولکن كانت مهمتاً منذ فترة طويلة بسبب موقعها الاستراتيجي المهم (إشراف واسع علی الجنوب والشمال والشرق ، و الإشراف على مضيق هرمز ، و القرب من بندر عباس وكانت تعتبر مستوطناً رئیسیاً للجزيرة. إن اختيار مدينة قشم كقاعدة رئيسية لتطوير المنطقة الصناعية الحرة بقشم قد زاد من أهميتها.
بجانب جزيرة قشم توجد جزر هنجام و هرمز و لارك. وتوجد بعض الجزر الصغيرة الأخرى حول قشم على بعد مسافة قصيرة من ساحل الجزيرة ، ومعظم الأنشطة في هذه الجزر هي صيد الأسماك. مؤخراً جذبت الطبيعة الجميلة وشواطئ هذه الجزر الصافية انتباه السياحین ، حيث جذبت جزيرة هنجام المزيد من السياح أكثر من باقي الجزر، نظرًا لقربها من جزيرة قشم و موطن الدلافين والغزلان و المتنزه الوحید للتمساح فی إيران.
الجغرافيا البشرية
وفقًا لإحصاء عام 1395، يبلغ إجمالي عدد سكان جزيرة قشم 148.993 نسمة ، الذي يعيش 66.801 منهم في المناطق الحضرية و 82.160 نفر منهم في المناطق الريفية. اللغة الرئيسية لسكان قشم هي الفارسية لكنهم يتحدثون باللهجة البندرية التي هي مفهومة لجميع الفرس. هناك في اللهجة البندرية مفردات من اللغة العربية والهندية والإنجليزية. سكان جزيرة قشم هم من أهل الديانة الإسلامية والطائفة السنية الشافعية. للدين مكانة خاصة بين أهل هذه الجزيرة ويشجعون أطفالهم على الصلاة والصوم وتعلم القرآن.
السکان
تصنف قشم كأرض دافئة و رطبة ، في حين أن الرطوبة النسبية مرتفعة في قشم. يتراوح ضغط الهواء في قشم ما بين 1015و 1018 درجة زئبقیة ، وهو أقل من 1000مليبار في الصيف بسبب الحرارة العالية. يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية لجزيرة قشم حوالي 26 درجة مئوية ، مع الحد الأقصى لمتوسط وأقل درجة حرارة يومية إلى 32 و 18 درجة مئوية. الإختلاف في درجة الحرارة الموسمية للجزيرة مرتفع للغاية. الأوقات الأكثر حرارة هي 5 يوليو إلى 6 سبتمبر وأبرد الشهور هي يناير و فبراير. في جزيرة قشم ، تم تسجيل درجات الحرارة المطلقة كحد الأقصى و الأدنی 46 و 16 درجة مئوية.