سیمین دانشور

Simin_Daneshvar

كانت سيمين دانشور أول روائية إیرانیة وناقدة ومترجمة ومعلمة وزوجة جلال آل أحمد.

المقدمة

يُعرف سیمین دانشور بأنه روائية الفترة الرابعة من الأدب المعاصر الفارسي، بين عامي 1961 و 1971. خلال هذه الفترة تم اكتشاف مجالات أدبية مختلفة وتم تطبيق الإنجازات الفنية في الأدب وتطور كتابة الرواية والنقد الأدبي، وظهر الشعر الحر وتوسع أدب الأطفال. كما نُشرت أطروحة آل أحمد حول التغريب في الأوساط الأدبية في أوائل هذا العقد. کان غلام حسين ساعدي، بهرام صادقي، هوشنك غلشيري، أحمد محمود، جمال میرصادقي، إبراهيم جولستان، جلال آل أحمد، محمود دولت أبادي، نادر إبراهيمي، ناصر إيراني ومهشيد أميرشاهي من الروائيين وعلي نصیريان، بهرام بیضایي، بهمن فرسي، أكبر رادي وإسماعیل خلج من أكبر الكتاب المسرحيون المعاصرین لسيمين.
يسمي بعض الأكاديميين سیمین دانشور “شهرزاد ما بعد الحداثة” والسبب في هذه التسمیة هو أنه کان فن سرد قصص شهرزاد في کتاب “ألف لیلة ولیلة” استخدام عنصر التشویق في قصصه. التشویق هو مهارة یجعل المؤلف من خلالها الجمهور مهتمًا بقراءة القصة وأن يبقي السؤال “ماذا ستصیر في القصة في النهاية؟” دائما في ذهنه. أثارت دانشور (شهرزاد ما بعد الحداثة) مثل شهرزاد أسئلة حول طبيعة الكون وأسئلة فلسفیة حول الفرق بين القصة والواقع. في عالم روايات دانشور، ليس فقط أحداث ونهايات الشخصيات تجعل القارئ مهتمًا بمتابعة القصة، ولكن أيضًا الرغبة في اكتشاف الجانب غير المرئي من الحقائق. من وجهة النظر هذه، فإن دانشور هو شهرزاد في عصرنا ويكتب عن المخاوف والغموض في قصصه.
هي أولی روائیة إیرانیة التي کتبت أقصوصات ونشرت مجموعتها الأولى بعنوان “النار الخامدة” في عام 1948. حصلت دانشور على درجة الدكتوراه في الأدب الفارسي من جامعة طهران عام 1949. بعد ثلاث سنوات، حصلت على منحة دراسية من معهد فولبرايت وذهب إلى جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة لدراسة علم الجمال. بدأ التدريس في معهد “الفنون الجميلة” بعد عودته إلى إيران. قام بتدريس علم الآثار وتاريخ الفن في جامعة طهران في عام 1959. بعد أن عانت دانشور من الأنفلونزا لمدة عشرين عامًا، توفيت أخيرًا في مساء يوم 8 مارس 2012 في منزلها. تمت ترجمة سووشون، العمل الخالد لسيمين دانشور وروايته الأكثر مبيعًا والأكثر قراءة، إلى لغات مختلفة في العالم وتم نشره 24 مرة حتى عام 2018.

مرحلة الطفولة

أبصرت سیمین دانشور النور في شيراز. کان والدها محمد علي دانشور طبیبا ووالدتها قمر السلطنة حكمت مديرة معهد مهني للفتيات. سافر محمد علي دانشور إلى فرنسا وألمانيا لدراسة الطب. كان من محبي الأدب، ورجل مثقف وطبیب شعبي وملقب بإحياء السلطنة. کانت قمر السلطنة حکمت فنانة من عائلة غنیة في شيراز. كتب الشعر وعرف الرسم جيدًا، وكان منزله مكانًا للقاء الرسامين في ذلك الوقت، وكان يرعى الفن في أرواح أطفاله. درست سيمين أبجدية الكتابة في مدرسة إنجليزية في شيراز تسمى “مهرايین” وحصلت على شهادتها كأول طالبة في البلاد. تابع دراستها الجامعية في مجال الأدب الفارسي في كلية الآداب في جامعة طهران.

مرحلة الشباب

لقد فقدت سيمين والدها عندما حصلت على درجة البكالوريوس. على الرغم من غنی أسرتها، بدأت سیمین بکسب الرزق لأنها کانت فتاة مثقفة. أصبح نائب مدير الدعاية الأجنبية. كانت سیمین أحد كتاب إذاعة طهران لفترة وجيزة وكتب مقالات لصحيفة “إيران” تحت أسماء مستعارة “شيرازي بلا اسم” و “شاخة نبات”. قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة للحصول على زمالة ما بعد الدكتوراه بعد أن تزوج جلال آل أحمد منها. في عام 1952 وأثناء دراسته في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، درست سيمين رواية القصص مع والاس ستينجر وكتابة المسرح تحت إشراف فيل بيريك، ونشرت قصتان قصيرتان عنها باللغة الإنجليزية في مجلة باسيفيك سبكتاتور الأدبية وكتاب ستانفورد للقصة القصيرة. خلال هذا الوقت، ظل العروس والعريس على اتصال بالمراسلات. نشرت هذه الرسالات في كتاب من أربعة مجلدات.
عاد سيمين إلی إیران في 19 من أغسطس عام 1953. سقطت حكومة مصدق الشعبية في نفس اليوم واُعتقل جلال بسبب أنشطته السابقة، وسرعان ما تم إطلاق سراحه بجهود عائلة سيمين. لم يكن لدى الاثنين شيء في بداية حياتهما معًا. فرشوا منزلهم بالکلیم، ولم يكن لديهم كهرباء، وملأوا خزان المياه بصعوبة. بدأت سيمين في الترجمة من أجل لقمة العيش. کتبت سيمين کتاب “مدينة مثل الجنة” في ذلك الوقت.

منتصف العمر

صارت سیمین دانشور أستاذة في علم الآثار وتاريخ الفن بجامعة طهران وقامت بنشر رواية سووشون عام 1969. توفي جلال آل أحمد في نفس العام وبقیت سیمین وحیدة في البیت. لذلك أشغلت نفسها بالعمل حتى لا يضیق علیها غياب جلال. فأصبحت أستاذة مشاركة في الجامعة وساعدت السجناء السياسيين بمساعدة عائلتها. کما أجرت مقابلات مع الصحف وفصلت خادمة بیتها وقامت بالأعمال المنزلية بنفسها. تقاعدت من جامعة طهران برتبة أستاذة مشاركة بعد عشر سنوات وبناءً على طلبها.

نهایة عمرها

أصابت سيمين بمشاكل تنفسية حادة في يوليو 2007 وأدى إلى دخوله المستشفى بارس وتوفيت عن عمر يناهز 90 عامًا في بیتها في طهران مساء 8 مارس 2012 بعد فترة من مرض الأنفلونزا.

الشخصیة والفکر

وُلدت سيمين دانشور في الأيام التي تولت فيها سلالة بهلوي السلطة بعد انقلاب عام 1920 وفي وقت تغيرت حياة المرأة الإيرانية ودخلت المرأة المجتمع. شهدت سيمين في أربعينيات القرن الماضي احتلال قوات الحلفاء لبلاده وهزيمة الحركة الوطنية واستقالة رضا شاه واستبدال محمد رضا بهلوي وانفتاح الفضاء السياسي. کانت تتحدث في الجامعة بشجاعة لكنه لم تتفوه بكلمة ولم تكتب أي شيء یسبب طردها من الجامعة.

مجالات النشاط والوظائف

• روائية
• ناقدة أدبية
• مترجمة
• أولی رئيسة لجمعية كتاب إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية
• مديرة مجلة “نقش ونجار”
• أستاذة مشاركة بجامعة طهران
• أستاذة جامعية في مجال علم الآثار وعلم الجمال
• عضوة هيئة تحرير مجلة “العلم والحیاة”
• مدرسة بمعهد “الفنون الجميلة”
• كاتبة في الإذاعة والصحف
• نائبة مدير الدعاية الخارجية

المؤتمرات لإحیاء ذکراها

عقد مؤتمر لدراسة دور ومكانة سیمین دانشور في الأدب المعاصر في فبراير 2017. کما أقامت مؤسسة الشعر والأدب الروائي الإيرانية حفل إحياء ذكرى سيمين دانشور بعنوان “مع سيمين من 1921 إلى 2012” في بيت الفنانين. وأقامت جمعية الأعمال والمفاخر الثقافية حفلًا تذكاريًا لسيمين دانشور في يوليو 2016. کما أقام المتحف الوطني الإيراني، بالتعاون مع معهد بحوث التراث الثقافي ومعهد البحوث الأثرية واللجنة الوطنية للمتاحف الإيرانية حفل تکریم لسيمين دانشور في مايو 2017، وذلك بسبب أنشطتها في مجال التراث الثقافي.

تأثرات

مرحلة الطفولة

تعتقد سیمین دانشور أن الطفولة كان لها تأثير هائل على أعمالها وأن ذكريات الطفولة هي ذكريات تبقى دائمًا في عقل الإنسان. على سبيل المثال، هناك شخصیة من طفولتها في القصة الأولى لسلسلة قصص “مدينة مثل الجنة”. کما أن شخصیة “الدكتور عبد الله خان” في کتاب سووشون مشابهة لوالدها. فإن بعض الكتاب يستخدمون ماضيهم في كتاباتهم.

دراسات

أثرت لغة السعدي الشیرازي في کتابه “البستان” وكذلك قصائد حافظ على قلم سيمين. درست کتب بيهقي وناصر خسرو وكتبت مثل ناصر خسرو لفترة قصيرة؛ لكنه تخلت عن تلك الکتابة وقالت: “سأعود إلى طریقتي في الکتابة ولا أقلد أحدًا. أريد أن أكون نفسي.”

شعراء و کتّاب

كان لنيما يوشيج، الذي كان منزله بجوار منزل سیمین وجلال، تأثير كبير على سيمين. کان نیما یكتب معظم قصائدها بحضور سيمين. كما أثرت زيارة الكتاب والشعراء مثل رضا براهني، وغلام حسين ساعدي، وأحمد شاملو، وشاهرودي، ومهدي أخوان ثالث، وغیرهم إلى بيت جلال وسيمین على كتاباتها. كان صادق هدايت أحد جيران جلال الآخرين. عرف سيمين قلمه وفهمه وكان هناك الكثير من جلسات سرد القصص بينهما.

بیت سیمین دانشور و جلال آل أحمد

أسلوب وخصائص أعمالها

اهتمت دانشور بمبادئ الواقعية في القصة وابتعدت عن الروايات المثالیة. درست في أعمالها مكانة المرأة الإيرانية في التحول الاجتماعي. تُظهر سيمين في أعمالها مظاهر جديدة للمعتقدات الدينية الرئيسية للشعب، ووضع العمال والمزارعين، ومعاناة الفقراء. لا يمكن للشخصيات الأنثوية الموجودة في أعمال سیمین دانشور الوقوف في وجه الرجال والمجتمع الأبوي؛ بسبب قلة الوعي والجهل ونقص الإمکانیات. لقد وصفت دانشور الأغنیاء جیدًا في رواياتها بسبب العيش بینهم. کانت عائلة سيمين عائلة مثقفة ومفكرة ولديهم مكتبتهم الخاصة. تحاول سيمين الكتابة عن حياتها وعقليتها في كتابة رواياتها وتوجد في کتب “سووشون”، ” جزیرة الحیرة” و”راعي الجمل المحیر” إشارات إلى سيرتها الذاتية.

Exit mobile version