عرض کتاب “الدولة متعددة الثقافات”

عرض کتاب “الدولة متعددة الثقافات”

إن الشعوب في العديد من دول العالم عبارة عن مزيج من الأعراق المنوعة ومتحدثين بلغات عدة وأتباع ديانات متعددة ومنتمين إلی طوائف مختلفة مجتمعين في منطقة جغرافية واحدة. الممارسة الشائعة في هذه البلدان هي أن الحكومة المركزية تحدد لغة الأکثرية ودين الأغلبية كاللغة الرسمية والدين الرسمي للبلد، وتبقی اللغات والديانات الأخرى مظاهر غير رسمية بين الأقليات في ذلك البلد. ومع ذلك، فقد تم انشاء بعض الدول متعددة الثقافات تضمن الوضع المناسب لجميع الثقافات واللغات والأديان.

یعالج كتاب “الدولة متعددة الثقافات” الجوانب المختلفة لهذا الموضوع ويحاول الدكتور قيس ناصر راهي الأستاذ بجامعة البصرة ومؤلف الکتاب الإجابة على سؤال حول كيفية تشكيل الدولة متعددة الثقافات. إن تركيز المؤلف على البحث العلمي والأكاديمي في مؤلفاته السابقة وإتقانه الموضوع جعل هذا الكتاب مليئاً بالاستشهادات الهادفة لمصادر إنجليزية وعربية حتی وصل عدد مصادر التي استشهد بها إلي 21 مصدرًا عربيًا و 57 مصدرًا إنجليزياً في هذا الكتاب الذي لایتجاوز 128 صفحة. صدر الكتاب عام 2021 من قبل بيت الحكمة وهو معهد مرموق للأبحاث في بغداد.

 

المواضيع المتناولة في الكتاب

هذا الکتاب مقسم إلى خمسة فصول وفي مقدمتها يلفت المؤلف انتباه القارئ العراقي إلى أهمية هذا النقاش، مشيراً إلى جذر الدولة متعددة الثقافات في العراق. في المبحث الأول من الفصل الأول، يتم تقديم الدولة متعددة الثقافات كبديل لدولة الأمة ويتم فحص مفهوم وسمات الدولتين المذكورتين. في المبحث الثاني من هذا الفصل، تم تحديد مرتکزات الدولة متعددة الثقافات بإيجاز وكل من هذه المرتکزات موصوفة في فصل منفصل. يتناول الفصل الثاني الأساس الأول للدولة متعددة الثقافات، أي “الاعتراف بالآخر”. في هذا الفصل، أولاً، يتم فحص مفهوم “الاعتراف بالآخر” وعلاقته بالهوية الاجتماعية، ثم تتم مناقشة العلاقة بين هذا المفهوم والعدد الثقافي وإعادة صیاغة الدستور في الدولة متعددة الثقافات.

الفصل الثالث من الكتاب مخصص لمفهوم “المواطنة”، وهو المرتکز الثاني للدولة متعددة الثقافات. في المبحث الأول من هذا الفصل، يؤكد المؤلف أنه لا يقصد هنا المعنی المصطلح للمواطنة، بل يقصد المواطنة متعددة الثقافات. في المبحث الثاني، يتضح ارتباط هذا المفهوم الجديد (المواطنة متعددة الثقافات) بالتنوع الثقافي والاعتراف بالآخرين. يتناول الفصل الرابع قضية الفيدرالية ويقدم مصطلح “الفيدرالية متعددة الثقافات”. في المبحث الأول من هذا الفصل، تم شرح مفهوم الفيدرالية متعددة الثقافات واختلافها عن المعنى المصطلح للفيدرالية. في المبحث الثاني، يتم فحص العلاقة بين هذا المفهوم والمفاهيم مثل التنوع الثقافي وحقوق الأقليات والنزعة الانفصالية.

مع أن معظم فصول هذا الكتاب تتناول المناقشات النظرية حول خصائص الدولة متعددة الثقافات وعلاقتها بالمفاهيم ذات الصلة؛ لكن في الفصل الأخير من الكتاب، يبحث المؤلف هذه القضية في حقبة ما بعد صدام. يذكر في المبحث الأول كمقدمة أن تشكيل حكومة وطنية في العراق كان صعبا منذ البداية؛ ثم يلقي نظرة على الأمثلة غير الناجحة لتشكيل الدولة الأمة في العراق حتی سقوط صدام. يبحث المبحث الثاني في الجهود المبذولة لإنشاء الدولة متعددة الثقافات في العراق ويتناول قضايا مثل تنوع الأديان واللغات في الدستور العراقي. في المبحث الثالث من هذا الفصل يلقي الكاتب نظرة على الكرد في العراق و حلم دولة الأمة، وأخيرا في المبحث الأخير يشير إلى النظام السیاسي العراقي بعد فشل انموذج الدولة الأمة وإساءة تطبیق انموذج الدولة متعددة الثقافات.

Exit mobile version