كنائس أذربيجان
كنيسة القديس إستفانوس
يعتبر إستفانوس هو أول شهيد للمسيحية ، وهناك العديد من الكنائس التي تحمل نفس هذا الإسم في معظم دول العالم. كان القديس إستفانوس أول شهيد مسيحي يتم رجمه حتى الموت علی ید الیهود في القدس في 26 ديسمبر سنة 36 م.
بُنيت كنيسة القديس إستفانوس في القرن التاسع ، حيث دمرت العديد من الزلازل هيكلها الأصلي. وتقع هذه الکنیسة في محافظة أذربيجان الشرقية ، على بعد 17 کیلومتر غرب مدينة جلفا و على بعد 3 کیلومترات جنوب غرب نهر أراس في مكان يسمى قزل وانك.
يشبه الهيكل العام للكنيسة العمارة الأرمنية والجورجية ، و تتزين المناطق الداخلية للمبنی برسومات لفنان أرمني. تحظى هذه الكنيسة بإحترام جميع المسيحيين وجميع الأديان تقريبًا ، ولكن في الحقيقة تنتمي إلى المسيحيين الغريغوريين (أتباع غريغوريوس المستنیر) الذين يعيشون في أرمينيا. يجتمع الآلاف من الأرمن في هذا المكان في يوم واحد من السنة للزيارة و أداء طقوسهم الخاصة.
تقع هذه الكنيسة في ساحة محاطة بالأشجار و الوديان الخصبة ، و السیاج الحجري الذي یحیط المبنی هو حصن طویل يبلغ طوله سبعة أبراج مراقبة و خمس ظهورات أسطوانية حجرية مثل التحصينات القوية في العهد الساساني و أوائل القرون الإسلامية. تقع بوابة هذا الحصن في منتصف الجدار الغربي ولها باب خشبي مزخرف بالحديد. قاعدة الجانبين و القوس الذي بجانبها محجرة و منحوتة بنقوش أنیقة و نشاهد منقوش مریم العذراء و عيسي المسیح في مقدمة القوس. على الجدران الخارجية للكنيسة ، هناك نقوش جميلة منها رجم إستفانوس المقدس على الجانب الشرقي ، و صلب المسيح على الجانب الغربي ، وصعود المسيح. تحتوي هذه الكنيسة على ثلاثة مبانٍ رئيسية ومتميزة بالإضافة إلى أقسام فرعية مختلفة. هناك ثلاثة أجزاء رئيسية: المصلی الرئيسي ، اجاق (موقد) دانيال ، برج الناقوس .
تاريخ و نمط العمارة
صدرت بيانات مختلفة حول تاريخ مبنى الكنيسة. و قد عرف البعض أن هذه المعالم الأثرية تنسب إلی أوائل المسيحية والبعض الآخر مثل تاورنیه ينسب بناؤه إلى العهد الصفوي. في حين أن النمط المعماري للمبنى ومواد البناء والزخارف التفصيلية والجميلة تؤكد أن الكنيسة شُيدت بنفس طريقة بناء كنائس القرن الرابع إلى السادس مثل دیر القدیس تداوس (القرن العاشر إلى الثاني عشر الميلادي) وأن أسلوبها المعماري هو مزيج من الأنماط المعمارية المختلفة البارثية و الرومانية التي إشتهرت بإسم العمارة الأرمنية بعد تشکیل المعالم الأثرية الرائعة مثل كاتدرائية إتشميادزينه ودیر القدیس تداوس و کنیسة الصليب المقدس وسنت إستفانوس.
مواصفات البناء
-
المصلي الرئيسي
تم بناء المصلی على أرض بأبعاد 16 في 21 متر. عند المدخل نشاهد المنحوتات المرصعة التي في منتصف الجانب الغربي ، وهي واحدة من أروع أعمال أوائل العهد القاجاري و ربما في زمن عباس ميرزا السلطنة ، إبن الملك فتح علي شاه. الأقواس المنحوتة و نصوف الأعمدة و السلاسل من الجوانب و المقرنصات و زخرفة القوس رائعة للغاية مما لا شك فيه أنها من روائع فن النحت.
-
المنظر الداخلي
نشاهد منقوشات من الحواريین والقديسين والملائكة على جبين أقواس الستة عشر ،التي هي في الواقع تحت القبة الجميلة لمصلی الكنيسة ، تغطیة هذه القبة بشکل الهرم و بإسلوب الخياري له 32 جنباً يقع علی خطة بشکل نجمة لها 16 أجنحة ، في داخل أقواس هناك نوافذ مدمجة مع قوس على شكل هلال في الأعلى ، وفوق النافذة صورة بارزة لأحد الحواریون داخل إطاراً مزین.
نشاهد نقش من الحجر الرملي الأحمر بخط النستعلیق فوق المدخل و تحت قوس مدخل الكنيسة مؤرخ إلى عام 1245 الهجري القمري ، مع شراء قریه “دره الشام” بواسطة عباس ميرزا ناب السلطنة ، ابن فتحعليشاه من مجب علي بیك النخجواني بسعر 300 ألف تومان و وقفه الي كنيسة القديس إستفانوس.
نص النقش:
بسم الله الرحمن الرحيم و هو قدیم.
في عهد الحاكم الأعلى السلطة ، قضا توامان ، سکندر حشمت، دارا دربان ، نواب أشرف ، نائب السلطنة العالية ، عباس ميرزا أرواحنا فداه، و هو الخلیفة (الإبن الأکبر) لجمجاه ، ظل الله فتحعلي شاه القاجار ، أبقي الله عمرة و سلطنة و أدام الله ملکه الذي له رحمة لا حصر لها علی أقل شخص سركيس ولد ستيفان خليفة لبلد جلفا من قرا نخجوان ، و يبدو أن خدمتي الجيدة القليلة ظهرت له ، لذلك أولاني قرية دره (وادي) الشام في تاريخ سنة 1246 حتي أصرف الجهد في اجاق (موقد) دانیال.
في تاريخ سنة 1246 إشتریت قرية دره شام بسعر 300 ألف تومان و وقفناها لمقام اجاق دانیال، حتي اي شخص كان في هذا المنصب المبارك بعد الخليفة أولا یجب علیه الصلاة و الدعاء على حكومة الشاه و ثانياً ، تكون لعنة الله ولعنة الرسول على من يبيع هذه القرية أو لا ينفق المال الحاصل منها علی مقام اجاق دانیال
منقوش علی أشرف النخجواني سنة 1247
-
برج الناقوس
يقع على شرفة من طابقين ملحقة بالجدار الجنوبي للكنيسة ، وله قبة هرمية مثمنة ، ترتكز على ثمانية أعمدة أسطوانية من الحجر الأحمر مع تيجان جميلة ، وقد تم ترميم البرج بواسطة عباس ميرزا نائب السلطنة.
-
اجاق (موقد) دانيال
إنها قاعة متصلة بالحائط الشمالي للكنيسة ، بعرض 6 أمتار و طول 20 متر تتقسم إلى ثلاثة أجزاء متساوية:
- يتم فصل موقد دانيال بجدار عن القاعة و يعرف بإسم دانیال و هو من القديسين في القرن الخامس الميلادي
- تقع قاعة الاجتماع في الوسط.
- يقع موقع غسل التعمید في الطرف الشرقي من القاعة و توجد فیه منصة كبيرة مع طاولة حجرية للتعمید في الوسط
توجد مدرسة دينية أو دیر بجوار الكنيسة يعود تاريخها إلى أكثر من 900 سنة ؛ و كانت هناك غرف على الجوانب الأربعة. كان في الطابق الأعلی منها يستريح الحجاج و الزوار و كان الطابق السفلی حظيرة للحیوانات
دیر القدیس تداوس
“دیر القدیس تداوس أو “قره کلیسا” هي اسم كنيسة تاريخية في محافظة أذربيجان الغربية بإيران. تقع هذه الكنيسة في شمال غرب إيران في مدينة أذربيجان الغربية ، و في منطقة تشالدران و في قرية “قره کلیسا” ، على بعد عشرين كيلومتراً شمال شرق منطقة سیه جشمه (الینبوع الأسود) وسبعة كيلومترات شمال طريق تشالدران إلى قره ضياء الدين ؛ كما تقع في جنوب ماكو. ربما تكون هذه الكنيسة النصب المسيحي الأكثر إثارة للاهتمام في إيران. تم تسجيل هذه الكنيسة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في 7 يوليو 2008.
یعتبر القديس تداوس أحد رسل المسيح والمؤسس المشارك للكنيسة الرسولية الأرمنية ، وقُتل في العام 66 م بسبب التبشير بالمسيحية. يقع قبره في هذه الكنيسة المقدسة ويعتبر أحد أهم الأضرحة الأرمنية ، حيث يجتمع المسيحيون في جميع أنحاء العالم في الأول من يوليو لتخليد ذكرى استشهاد القديس تداوس. يبدو أنه لم يتبق شيء من الكنيسة الرئيسية. تم تجديد المبنى على نطاق واسع في القرن الثالث عشر ولكن قد تكون أجزاء من أطراف المحراب تنتمي إلى القرن العاشر و ينتمي جزء كبير من المبنى الآن إلى القرن السابع عشر. وأقدم جزء مصنوع فیها من الحجر الأبيض والأسود.
الميزات المعمارية
لدیر القدیس تداوس خصائص فريدة. تعتبر التقنية والبناء الحجمي للكنيسة بدورها واحدة من أكثر مدفوعات الفنون البصرية تميزًا. تشير الجدران الدفاعية حول الكنيسة ومدخلها الرئيسي إلى أن لديها دور القلعة أيضًا. في أربعة اتجاهات القلعة توجد خمسة أبراج للمراقبة على شكل قوسا واحداً. تحتوي هذه الكنيسة على غرف مخصصة للرهبان والطلاب والعلماء والكتّاب وحراس الكنيسة ومكتبتها. إضافة إلى ذلك ، يوجد سرداب صغير أسفل الغرف ومساحات صغيرة مثل تناول الطعام والمطبخ وطاحونة المنزل و أماکن تخزين المواد الغذائية ومساحة أخرى في الفناء الجانبي الغربي.
إذا نظرت إلى المقطع العرضي لدیر القدیس تداوس، يُنظر إليه على أنه مبنى واحد ونرى أنها كنيسة مستطيلة ، على عكس المعابد الأرمنية الأصلية التي كانت مربعة. الجزء الشرقي فیها مصنوع من الحجر الأسود وهو الجزء الوحيد الذي نجا من زلزال عام 2012. ویتألف من محراب وغرف فرعية و المساحة الأمامیة للمحراب و قبة صغيرة .
وتقع مقبرة “سن” بنت الأميرة الأرمنية التي استشهدت بسبب إيمانها بالمسيحية ، على قمة تل بجوار الكنيسة. يوجد داخل الكنيسة العديد من شواهد القبور بالإضافة إلى حوض حجري، مع العديد من النقوش على الجدران الخارجية للكنيسة. كما تم تزيين سقف الكنيسة بشكل جميل مع الرخام الأسود والأبيض. ويوجد في الفناء الداخلي للكنيسة علی الجدار مكان لإشعال الشمعة
أجزاء الكنيسة
1- الكنيسة الرئيسية 2- برج الجرس 3- المدخل 4- البرج 5- الفناء الشرقي 6- الفناء الغربي 7- المخزن
وتشتهر هذه الکنیسة بأنها أول کنیسة کاتدرائیة في العالم المسيحي. الجدير بالذكر أن أرمن إيران كل عام في الأيام الأخيرة من شهر يوليو والأسبوع الأول من شهر أغسطس (تاريخ الاحتفال يختلف من 1394 إلى 27 يوليو) یقیمون احتفالاً خاصاً الذي يتزامن مع مقتل القدیس تداوس وأتباعه المسيحيين في الكنيسة. ويقام هذا الحفل بمشاركة الأرمن وعدد من سفراء الدول المسيحية في إيران.
كنيسة زور زور
تقع كنيسة زور زور ، والمعروفة أيضًا باسم القديسة مريم في محافظة أذربيجان الغربية ، مدينة ماكو ، على بعد 12 کیلومتر شمال غرب دیر القدیس تداوس. يقع المبنى الأصلي في قاع نهر قره سو ، على ارتفاع 50 متر فوق مستوى الوادي ، ولكن لأن بعد إمتلاء سد بارون کان من الممکن أن یقع في أعماق بحيرة خلف السد ، تم نقله إلى المرتفعات التي بجوار البحيرة وأعيد بناؤها في تلك المنطقة بجهود منظمة التراث الثقافي و تعاون ممثلي الكنيسة الرسولية الأرمنية في أذربيجان.،
تاريخ کنیسة زور زور
كان هوانس زورزورتسي رجل دين بارزًا ومعلمًا وفيلسوفًا ومؤلفًا و مترجمًا تولى مسؤولية مركز زورزور للعلوم الدينية ، وخلال سنوات عمله في مركز زورزور العلمي ، جعله مركزًا تعليميًا مهمًا في المنطقة. في عام 1338 م ، وبعد وفاته ، لم يكن هذا المركز العلمي واسعًا كما كان من قبل. منذ هذا التاريخ أصبح زورزور مركزًا دينيًا و استمر حتى أوائل القرن السابع عشر وذروة الحروب العثمانية الإيرانية ، ثم اختفى تدريجيًا من هذا التاريخ.
خطة هذه الكنيسة مصلوبة من الداخل والخارج ولديها قبة ذات 16 جانبًا تحتوي على 4 مناور. أبعادها الخارجية هي 7/20 × 5/10 ويتم الحصول على ارتفاعها بعد تحليل أبعاد الخطة ونقلها إلى المبنى 12/58. هذه الكنيسة ، مثل الكنائس الأرمنية الأخرى في ذلك الوقت ، بنيت بالأحجار المنحوتة من مختلف الأحجام. واجهة الكنيسة بسيطة للغاية و مزينة حول النوافذ والمناور بأعمدة تؤدي إلى القوس. باستثناء تهویة إضاءة القبة ، تم بناء أربعة تهویات إضاءة على أربعة جدران و المدخل الوحيد من الجانب الغربي للكنيسة. المواد المستخدمة في الكنيسة هي الحجر اللامع و الملاط. بعد نقل الكنيسة إلى القمة المطلة على البحيرة ، تمت استعادة أجزاء الكنيسة التي تم هدمها في موقعها الأصلي باستخدام الأحجار الجديدة.