محاضرة المدير العام للشؤون الدولية في مجلس الشورى الإسلامي
أكد مدير عام للشؤون الدولية في مجلس الشورى الإسلامي على استعداد الجمهوریة الإسلامية الإیرانیة للدخول في حوار وسلام وتفاعل بناء مع جميع الأطراف في المنطقة.
قال حسين أمير عبد اللهيان، المدير العام للشؤون الدولية في مجلس الشورى الإسلامي في إیران، في المؤتمر الثاني لمستقبل السلام وحقوق الإنسان في غرب آسيا، الذي عقدته مؤسسة التضامن والحوار بین الأمم: “تساهم هذه المؤسسة بشكل كبير في تحقيق السلام والصداقة في منطقة غرب آسيا وأيضا حول العالم.” وأضاف: “البرامج التي تديرها هذه المؤسسة في الماضي كان لها آثار جيدة وردود فعل على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي”.
قال المدير العام للشؤون الدولية في مجلس الشورى الإسلامي أن العالم اليوم يشهد ثلاثة تغييرات كبيرة: “التغيير الأول في مجال الفاعلين، والتطور الثاني في مجال نوع العمل السیاسي، والتطور الثالث في مجال بيئة العمل السیاسي. في مجال الممثلين، إذا أردنا مقارنة الوضع الحالي بحقبة الحرب الباردة نجد أن في ذلك الوقت كان هناك لاعبان رئيسيان هما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. كانت قواعد اللعبة بين الممثلين مروعة للغاية وبسيطة للغاية في نفس الوقت.”
وقال: ” كانت قواعد اللعبة مروعة لأنها كانت تقوم على الحرب النووية واستخدام الأسلحة النووية.” وأضاف: “لکن في نفس الوقت، كانت الآلية بسيطة، لأنه كان هناك خط هاتف أحمر بين رؤساء البيت الأبيض في واشنطن والكرملين في موسكو. لما کانت الأمور تتأزم في وقت ما من العالم (العالم المقسم إلى كتل شرقية وغربية آنذاك) من نقطة الغليان، کانت الأزمة تختم من خلال مكالمة هاتفية من القادة؛ لكننا نعيش اليوم في عالم يتنوع فيه الفاعلون ويتعدد فيه الممثلون. اليوم، کل من الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وكيانات سياسية صغيرة یلعبون دورًا في التطورات في غرب آسيا.
وذكر أن الموضوع الثاني والتطور الذي حدث في مجال السياسة والعلاقات الدولية هو نوع التصرفات ونوع الألعاب. بالنظر إلى أن موضوعنا الذي يركز على حقوق الإنسان ومستقبل السلام في غرب آسيا، أود أن أقول: “إن نوع اللعبة التي حدثت في منطقة غرب آسيا خلال العقدين الماضيين (بالنظر إلى حالة الفلسطينيين المضطهدين على مدى العقود السبعة الماضية) هو نوع عسكرية وأمنية.
قال أميرعبداللهيان: “إذا أردنا المقارنة بالحرب الباردة، نجد أن نوع العمل خلال الحرب الباردة كان سياسيًا جدًا ثم أمنيًا، ولكن في الفترة الحالية وفي الوقت الحاضر نرى أن نوع العمل عسكري للغاية، ثم أمني، وفي نهاية المطاف سياسي. ونرى أن نوع الإجراءات قد تسبب في الكثير من الضرر لشعوب المنطقة بسبب السرعة العالية والانحدار الحاد ومدى التغيير في المجال العسكري والعنف الشديد والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في منطقة غرب آسيا.
وقال: “هناك انتهاك جسيم ومنهجي لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالإجراءات القسرية الأحادية واعتماد العقوبات الأمريكية ضد بعض الدول والإرهاب الاقتصادي. کما أن تجاهل حقوق المرأة والطفل في الحروب المختلفة التي فُرضت في المنطقة على مر السنين يعود إلى تكثيف الأعمال العسكرية والأمنية، فضلاً عن النوع والمعنى الجديد للحرب والصراع. في العقد الماضي في منطقة غرب آسيا، صادفنا مفهومًا يتجاوز الحرب والصراع، وهذا المفهوم هو الحرب على الإرهاب.
وفي إشارة إلى التطور الثالث الذي حدث في السنوات الأخيرة في مجال مفاهيم العلاقات والسياسة الدولية، قال: “هذا التغيير هو تطور في بيئة العمل السیاسي. كانت بيئة العمل السیاسي مستقرة نسبيًا خلال الحرب الباردة على الرغم من كل التنافسات والصراعات والانتهاكات الواسعة النطاق والمنهجية والجسيمة لحقوق الإنسان؛ لكن في السنوات الأخيرة، وخاصة في منطقة غرب آسيا، نرى أن بيئة المنطقة هي بيئة غير مستقرة.”
وقال المدير العام للشؤون الدولية بمجلس الشورى الإسلامي: “إن منطقة غرب آسيا تواجه وضعاً تشارك فيه جهات فاعلة مختلفة حكومية وغير حكومية وإقليمية ودولية في كل ظاهرة في المنطقة. نوع العمل عسكري وأمني للغاية ، لدرجة أن هذه الحلول السياسية في السنوات الأخيرة قد تخلفت عن الركب بسبب التوسع السريع والانحدار الحاد لهذه التطورات. إن بيئة العمل هي أيضًا بيئة غير مستقرة.”
وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الندوة فرصة جيدة لإجراء محادثات صريحة وعلمية وعملية لاستكشاف أسباب عدم معالجة السلام وحقوق الإنسان في غرب آسيا ، وقال “نأمل أن تؤدي نتائج هذه الندوة إلى السلام وحقوق الإنسان، والمساعدة في إنهاء الحرب والعنف في المنطقة، وإنهاء التدخل الأجنبي في المنطقة، وترك الأطراف والجهات الفاعلة الأجنبية المنطقة لشعوبها وحكامها.”
وقال أمير عبد اللهيان: “نفخر بتقديم شهداء كثيرين في أجزاء من غرب آسيا ونعلن بفخر وبصوت عالٍ أن الجمهورية الإسلامية الإیرانیة مستعدة للدخول في حوار وسلام وتفاعل بناء مع جميع الأطراف في المنطقة تساعدنا على الوصول إلی منطقة مزدهرة ومتطورة التي ستصبح منطقة نموذجية في الصداقة للعالم كله.”