قصر کلستان

قصر کلستان

الخلفية التاريخية لقصر کلستان

يعود تاريخ قصر کلستان (Golestan) إلى زمن الشاه عباس الصفوي (988 الهجري). خضع هذا المجمع لتغييرات أساسية مع بناء محکمة في عهد كريم خان زند (1173 إلى 1180 الهجري)، لكن الأهمية الحقيقية للقصر يرجع إلى زمن محمد خان القاجاري الذي استخدم الأزمة الداخلية لإيران لنقل قبائل القاجار من سهل جرجان إلى المنحدرات الجنوبية لجبال ألبرز (أي محافظتي طهران ودامغان آنذاك) قرب نهاية العصر الزندي وبعد وفاة كريم خان (1193 الهجري). فتح محمد خان طريقها إلى بلاد فارس (مركز حكومة السلالة الزندية) شیئًا فشیئًا، لکن عاد إلى طهران بعد هزيمة لطف علي خان زند في شعبان 1209 الهجري وأقام مراسم تتویجه کملك إيران في هذا القصر.

زاد تتویج محمد خان القاجاري من أهمية هذا القصر بشكل كبیر، وفي عهد فتح علي شاه القاجاري الذي تم تتويجه في نفس القصر (24 ربيع الأول 1212 الهجري/ 1797 المیلادي تزامناً مع حکم نابليون)، شهد قصر کلستان المزيد من التطوير. في عهد ناصر الدين شاه القاجاري الذي تم تتويجه بهذا القصر أیضًا (يوم الجمعة 21 ذو القعدة 1264 الهجري)، خضع القصر لتغييرات جذرية متأثرًا بأوروبا. خلال فترة الملوك الثلاثة الأخيرة من سلالة القاجار (مظفر الدين شاه، ومحمد علي شاه، وأحمد شاه) وحتى انقراض هذه السلالة (ربيع الثاني 1344 الهجري) خضعت القصر لتغييرات خاصة من حيث العمارة وتاريخه تداخل مع أحداث سياسية مهمة للغاية مثل الثورة الدستورية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة التاريخية للشعب الإيراني.

في السنوات التي أعقبت انقراض سلالة القاجار ووصول السلالة البهلوية إلى السلطة، شهد هذا القصر تتويج رضا بهلوي (25 أبریل 1926) ومحمد رضا بهلوي (25 نوفمبر 1967) بالإضافة إلى بعض التغييرات غیر المناسبة. فتاریخ قصر کلستان يمتد إلى 442 عامًا وهو أحد المجموعات التاريخية الفريدة في إيران. لا تمثل هذه المجموعة جزءًا مهمًا من تاريخ الفن الإیراني فحسب، بل وقعت أحداث مهمة للغاية فيها التي جعلت منها مجموعة وثيقة في تاريخ إيران.

تکیة دولت
تم تشیید “تكية دولت” بأمر من ناصر الدين شاه في طهران وکانت مکان لأداء الشبية وإقامة مراسم الحداد ونعي یوم عاشوراء من شهر محرم الحرام. يقع هذا المبنى في الجهة الجنوبية الشرقية من حديقة کلستان، وفي الجهة الجنوبية الغربية لمبنی “شمس العمارة”. اعتمد البناء على ثلاثة طوابق على شكل دائرة يبلغ قطرها حوالي ستين مترا وارتفاعها 24 مترا. كانت هناك منصة دائرية في منتصف الساحة لأداء الشبية. أسس دوست علي خان معير الممالك مبنی “تکیة دولت” بأمر من ناصر الدين شاه وباستثمار 300 ألف تومان. استمر بناء هذا المبنی من عام 1285 إلى حوالي 1290 هجري. بني فرع لبنك ملي في سوق طهران علی حطام هذا المبنی عام 1946 المیلادي.

1نقاشی تکیه دولت اثر کمال الملک

 

لوحة “تکیة دولت” للرسام كمال الملك

عمارة فرح أباد

کان منزل زوجات الملوك القاجاریین في شمال قصر كلستان؛ لکن بعد زيادة عدد زوجات ناصر الدین شاه، ضاق المنزل علیهن. فقصد ناصر الدین شاه توسیع المکان لزوجاته وأمر عام 1299 الهجري وبإشراف الأستاذ إبراهيم خان أمين السلطان هدم كافة الأبنية القدیمة.

بعد الانتهاء من المباني الداخلية حول الحديقة وساحتها، قرر ناصر الدين شاه بناء قصر على طراز جديد في وسط الحديقة عام 1303 الهجري وعهد بإدارة هذا القصر إلى محمد إبراهيم خان أمين السلطان. استغرق بناء القصر سنة كاملة وافتتح يوم الأحد 9 رجب 1304 الهجري. كان هذا القصر مبنى على الطراز الأوروبي بالكامل على عكس المباني الأخرى وتم تشييده وتزيينه على منهج قصر “طولمة باغجة” للسلطان العثماني. دمرت جميع المباني داخل القصر خلال العهد البهلوي.

أجزاء من قصر کلستان

شرفة “تخت مرمر”

شرفة “تخت مرمر” (العرش الرخامي) هي أقدم مبنى في قصر كلستان، ويرجع تاريخ بنائه إلى زمن كريم خان زند (عام 1173 الهجري و 1759 المیلادي). شرفة “تخت مرمر” هي المكان الذي اعتاد ملوك القاجار الجلوس فيه للتحية ومشاهدة الناس في المناسبات الخاصة. یعود تاريخ هذا التقليد إلی آلاف من السنين في فترات تاريخية مختلفة من إيران.
خضع هذا القصر للعديد من التغييرات خلال فترة القاجار. عندما سیطر محمد خان القاجاري علی شيراز عام 1206 الهجري، أمر بهدم قصر “وکیل” ونقل آثاره إلى رواق ديوان خانه في طهران التي تشمل عمودان رخاميان مصنوعين من مناجم شيراز وبابان مزخرف من الفضة والعاج وعظام الإبل بفن الخاتم منحوتة عليها أبیات من سعدي الشیرازي.

الشرفة الملكية هي الجزء الرئيسي من المبنى حيث أقيمت الاحتفالات العامة (التحية والاحتفالات الرسمية الأخرى) والتتويج فیها؛ كانت آخر مرة تم إجراؤها على شرفة “تخت مرمر” خلال العهد البهلوي عام 1304. كما تم استخدام المقرنصات لإستضافة الضيوف الذين حضروا الحفل. للشرفة خمسة أبواب التي تفتح منزلقة إلی الأعلى.

توجد ست لوحات في الجزء العلوي من الشرفة وهي هدايا من البلاط الفرنسي إلى ناصر الدين شاه القاجاري. کما توجد مرآتان في الجزء العلوي من الشرفة وهي جزء من هدايا الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول إلى فتح علي شاه. تم تجديد الشرفات والمقرنصات خلال فترات مختلفة. خضع سقف وأرضية المبنى لتغييرات مرة في العهد البهلوي ومرة أخرى في عام 1995 المیلادي.

تم نحت العرش الرخامي في عام 1221 الهجري في أصفهان بأمر من فتح علي شاه القاجاري من أجود أنواع الرخام من مناجم يزد. ويقع على شكل منصة عالية الجدران في منتصف الشرفة. يرتكز هذا العرش على قصة عرش سليمان النبي، الذي وُضع بلاطه على أكتاف الجن.

ارتفاع السرير عن أرضية الشرفة حوالي مترا واحدا ومصنوع من 65 قطعة من الرخام الكبير والصغير وتوضع على أكتاف 3 شياطين و 6 ملائكة أو بشر على أربعة جوانب. نُحت تنینًا في منتصف الدرجتين وعلى السطح العمودي للدرج وأسدین على جانبي الدرجة الأولى.

خلوت کریم خاني

يوجد مبنى في الركن الشمالي الغربي من حدیقة کلستان جنب قاعة السلام يُدعى “جلوخان” أو “خلوت کريم‌خاني” وهو مكان قديم وتاريخي تأسس في عهد كريم خان زند. حمل محمدخان القاجاري عظام كريم خان زند من شیراز إلی هذا المكان عام 1206 الهجري ودفن تحت درجات هذا المبنی حيث كان يمر محمدخان القاجاري علیه يوميًا و کان یضرب ضربات على الأرض بسيفه أحیانًا.

أصبح هذا الجزء من الأبنية الملكية منطقة صغيرة تسمى خلوت كريم خاني بسبب التغييرات التي أجريت عدة مرات في عهد ناصر الدين شاه القاجاري وتم فصله عن حديقة کلستان بأسوار حديدية. كان ناصر الدين شاه يدخن النرجيلة بمفرده في بعض الأحيان بسبب الهدوء والسكينة الموجودة في هذا المکان. بعد انقراض دولة القاجار وأثناء العهد البهلوي (عام 1925 الميلادي) حُفر أسفل الدرج بأیدي عمال من عشيرة الزند وحُملت بقایا عظام کریم خان زند إلی قم ودُفنت جنب مقابر الشاه صفي والشاه سلطان حسين هناك.

يوجد حاليًا عملين فنيين بارزين في خلوت كريم خاني: العمل الأول هو شاهد قبر ناصر الدين شاه القاجاري والثاني هو عرش فتح علي شاه القاجاري. تم نقل شاهد قبر ناصر الدين شاه، الذي كان موجودًا سابقًا على مرقد الشاه عبد العظيم الحسني وعلى قبر ناصر الدين شاه إلى قصر جولستان في بداية الثورة الإسلامیة وتم تثبيته في خلوت كريم خاني بعد 17 عامًا. نقش علی هذا الشاهد صورة ناصر الدين شاه وسيف في یده. تم استخدام زخارف مختلفة تحت القدم اليسرى للشاه. يوجد عرش رخامي في الجزء الجنوبي من كريم خاني وبجانب شاهد قبر ناصر الدين ویبدو أنه ينتمي إلى زمن فتح علي شاه.

متحف نجار خانة

یقع هذا المتحف على الجانب الشمالي الغربي من قصر کلستان وهو نتيجة السفر الأول لناصر الدين شاه القاجاري إلى أوروبا عام 1290 الهجري وزيارته لمتاحف تلك الدول وعزمه على إنشاء متحف شامل. يتكون متحف نجارخانة (Negarkhaneh) حاليًا من جزأين: الجزء الجنوبي الذي هو جزء من قاعة السلام وکان له تطبيقات مثل تخزين غرفة المتحف، مكتب المالك وبدالة الهاتف في الماضي، مخصص الآن لعرض اللوحات بشكل رئيسي التي تعود تاریخها إلی العقود الأولى من العهد القاجاري. تم بناء الجزء الشمالي خلال العهد البهلوي وكان مخصصًا لمقر الحرس الملكي. يضم هذا القسم أعمال الرسامين الراحلین القاجاريین.

متحف المخصوص

یُعدُّ هذا المتحف جزءًا من قاعة السلام وقد تم بناؤه عام 1291 الهجري بأمر من ناصر الدين شاه القاجاري. خضع هذا المبنى لتغييرات خلال العهد البهلوي وتم تزيين جدرانه وسقفه ومنذ ذلك الحين أطلق عليه اسم المتحف المخصوص.

تعتبر القطع الموجودة في هذا المتحف من بين أروع الآثار التي خلّفها الملوك القاجاریین. كان بعض هذه الآثار ضمن مجموعة من الأعمال التي كانت موجودة في غرفة ناصر الدين شاه والتي وصلت إليها من فترات سابقة أو قدمها له ملوك وفنانون عصره.

القاعات

قاعة السلام (أو قاعة التتويج)

تم بناء هذه القاعة منذ البداية لتشكل متحفًا، ولكن بعد ذلك بسبب نقل العرش الملكي من المتحف القديم وقاعة المرايا إلى هذا المبنى، أخذت اسم قاعة “السلام” تدريجياً (کلمة “السلام” في اللغة الفارسية تعني الترحیب). كان هناك قصر في هذا المكان يسمى “قاعة الماس” قبل بناء هذه القاعة وقاعة المرايا المجاورة لها.

أسس ناصر الدين شاه القاجاري أول متحف إيران، داخل القصور الملكية وفي إحدى القاعات الكبيرة لقصر کلستان الذي تم بناؤه بين شمس العمارة والركن الشمالي الشرقي من الحديقة عام 1290 الهجري. وهو قرر إنشاء متحف مماثل للمتاحف الأوروبية في القلعة الملكية بعد رؤية المتاحف والمعارض الكبرى في الدول الغربية. لهذا الغرض، بعد عودته إلى إيران، أمر بهدم المباني القديمة على الجانب الشمالي من حديقة کلستان وببناء غرفة متحف وقاعة وحوض خانة (الغرفة الصیفیة) وغيرها من الملحقات التي الآن باقية کلها تقريبًا.

شارك ناصر الدين شاه بنفسه في إنشاء المتحف وتحديد موقع القطع والأعمال والمجوهرات واللوحات، وتدخل في زخرفة القاعة ، واستمر هذا العمل لعدة سنوات، وقضى الشاه وقت فراغه في ترتيب المتحف والمجوهرات. كتب بنجامين، أول سفير للولايات المتحدة لدى إيران، في كتابه “إيران والإيرانيون” عام 1300 الهجري: «أعلى جزء من القصور الملكية لناصر الدين شاه هو قاعة السلام، وهي واحدة من أعلى القاعات في العالم من حيث الأبعاد والمجد والروعة. سقفه وجدرانه مزينة بالجص مثل الجص الذي شوهد في قصر الحمراء. أرضية القاعة مفروشة بالفسيفساء ذات الزخارف الجميلة، ويتوسط الصالة منضدة كبيرة جداً، جميع أجزائها مغطاة بورق الذهب، وعلى جانبي الصالة توجد كراسي بمقابض مغطاة أيضاً بورق الذهب.»

عُرضت أعمال فنية من إيران وأوروبا والهدايا التي أرسلها الملوك الأجانب إلى ملوك إيران، وأسلحة ودروع الملوك السابقين، والآثار التاريخية، واللوحات، والمزهريات، والثريات، والساعات، والتماثيل وغيرها في هذا المتحف. المجوهرات الملكية معروضة في قاعة المتحف، كلها موجودة الآن وشكل خزانًا كبيرًا. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن آخر الأحداث التي تم تسجيلها في تاريخ هذه القاعة تشمل تتويج رضا البهلوي (25 أبریل 1926) ومحمد رضا البهلوي (26 أکتوبر 1967).

قاعة المرايا

تقع هذه القاعة غرب قاعة السلام وملحقة بها وهي من قاعات قصر کلستان الشهيرة. قبل بناء هذه القاعة، كان يوجد في مكانها قصر يسمى الماس. تم بناء قاعة المرایا في نفس وقت بناء قاعة السلام (حوالي 1291 الهجري) وكانت جزءًا من مبنى المتحف الجديد. في البداية، نُقلت عرش الطاووس وتاج الملکي لهذه القاعة. تعود الشهرة الرئيسية لقاعة المرایا، إلى لوحة المرحوم ميرزا محمد خان كمال الملك الغفاري التي رسم فیها هذه القاعة وهي محفوظة الآن في قاعة السلام.

 

 

 

 

 

 

قاعة العاج

بنیت هذه القاعة قبل قاعة السلام وقاعة المرايا وهناك لوحة جميلة لمحمود خان ملك الشعراء تظهر الواجهة الخارجية للقاعة التي رُسمت عام 1286 الهجري، ويتضح من الصورة أن القاعة بها ثلاثة أبواب كبيرة ودرج من الغرب. بحسب قول “اعتماد السلطنة” في جريدة إيرانية عام 1296 الهجري، فقد تم تزيين هذا المبنى بأعمال وأشياء تبرعت بها المحكمة الأوروبية إلى بلاط القاجار. أمر ناصر الدين شاه بتغيير واجهة قاعة عاج وتسویة نوافذها مع قاعة السلام.

قاعة الحاويات

تم بناء هذا المبنى على أنقاض المباني الأخری عام 1965. کما تم نقل بعض الهدايا التي قدمها السلاطين الأوروبيون للملوك القاجاریین من غرفة المتحف (قاعة السلام) إلى هذا القصر ووُضعت داخل واجهات العرض التي أقيمت لهذا الغرض. تشمل الحاويات في المتحف مجموعة خزوف صينية تتعلق بحروب نابليون بونابرت، وهي مجموعة تبرع بها الإمبراطور نيكولاس الأول من روسيا، ومجموعة مجوهرات تبرعت بها الملكة فيكتوريا ومجموعة مصنوعة من الأحجار الکریمة التي تبرع بها ألكسندر الثالث، ومجموعة خزوف صينية تبرعت بها فيلهلم إلى ولي عهد الحكومة الإيرانية آنذاك.

 

قاعة البرليان

بُنیت هذه القاعة في مکان قاعة البلور التي تعتبر من مباني عصر فتح علي شاه القاجاري. لا يمكن الحصول على أي شيء حول قاعة البلور في الكتب والكتابات، باستثناء الاسم والمرجع المختصر، ولم يتبق منها صورة يمكن من خلالها التعرف على تصميم وشكل المبنى حتی نفهم أن تسمیة هذه القاعة بقاعة البلور کان بسبب وجود العديد من المرايا أم بسبب تركيب حوض بلوري مثمن أم بسبب الثريات التي أرسلها الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول إلى فتح علي شاه.

بقدر ما نعلم فإن هذه القاعة كانت موجودة بالتأكيد حتى عام 1300 الهجري، لأن “اعتماد السلطنة” ذكر وجود هذه القاعة عدة مرات في كتاباته في ذلك التاريخ. في زمن ناصر الدين شاه الذي كان غالبا ما يهدم المباني القديمة للقلعة بسبب قدمها، شيدت في مكانها مبان جديدة، كما دمر قاعة البلور وبنی قاعة البرليان.

تم تصلیح هذه القاعة عام 1318 الهجري في عهد مظفر الدين شاه القاجاري وأضيفت إليه زخارف كثيرة تزيد من زخرفته وروعته. هناك لوحة زيتية غنية جدًا وجميلة لقاعة برليان قبل إصلاحات وتغييرات عهد مظفر الدين شاه ليحيى خان بن أبو الحسن خان صنیع الملك الغفاري التي رُسمت عام 1305 الهجري وهي الآن في قاعة السلام. تظهر هذه اللوحة الوضع داخل الصالة ومراياها وثرياتها وأثاثها.

 

 

 

 

 

 

متحف حوض خانة

بعد رحلة الملوك القاجاريين إلى أوروبا والتي تبدأ برحلة ناصر الدين شاه القاجاري، تأثرت عمارات القصر بالمعماریة الأوروبیة. الأعمال في حوض خانة تعود في الغالب إلی زمن ناصر الدين شاه ومظفر الدين شاه، لأن هذين الملكين قاما بما مجموعه 6 رحلات خارجية في ما يقرب من 60 سنة – من 1264 إلى 1324 الهجري – من تاريخ حكم سلالة القاجار.

تم بناء حوض خانة في عهد ناصرالدین شاه وربما عام 1280 الهجري. تشير الأدلة إلى أن ناصر الدين شاه بعد العودة من الرحلة الأولى لأوروبا عام 1290 الهجري، أجری تغييرات كبيرة في قصر کلستان، لکن لم يتم التعرف على المهندسين المعماريين الذين شاركوا في هذه التغييرات. وتم إجراء هذه التغييرات من أجل موائمة السطح الخارجي لقاعة العاج مع المباني الجديدة في قاعة السلام والمرایا.

یمکن تطبيق اسم “حوض خانة” على الأماكن التي تستخدم نوعًا خاصًا من الهندسة المعمارية. الاستخدام الدقيق لهذا المبنى خلال فترة القاجار کان للاستراحة في الصیف حیث کان الجو فیه أبرد من الخارج. يختلف الوضع قليلاً في العهد البهلوي، وتشير الوثائق الشفوية غالبًا من الأشخاص الذين عملوا في هذا المكان، إلى أن هذا المكان كان يستخدم في العهد البهلوي للمناسبات والاحتفالات الدينية.

 

 

 

عمارة “شمس العمارة”

يبدو أن ناصر الدين شاه، من خلال رؤية صور المباني وناطحات السحاب في الدول الأوروبية، يميل إلى إنشاء مبنى شاهق مثل المباني الغربیة في عاصمته حتى يتمكن من رؤية منظر طهران والمناظر الطبيعية المحيطة بها من الأعلى. کان تشييد هذا المبنى كمؤشر حضري مهم في نفس الوقت مع إنشاء شارع الناصرية (ناصر خسرو).

بدأ تشييد المبنى عام 1280 الهجري وانتهى بعد ثلاث سنوات. يحتوي المبنى أيضًا على برجين، المرايا واللوحات والجص على القواعد والجدران والأسقف فريدة من نوعها في إيران من حيث عرض طرق الديكور الداخلي المختلفة. تم افتتاح هذا المبنى للجمهور بعد التجديدات اللازمة عام 1971 بإشراف البروفيسور محمد كريم بيرنيا وكذلك تم اجراء تجديدات عام 1999.

 

متحف الصور

في السابق ، كان هناك بركة رخامية في منتصف حوض خانة وكانت المياه تتدفق فيه؛ لکن الآن، لمنع تسرب الرطوبة وتدمير المبنى، تم قطع تدفق المياه لسنوات وتم توفير إمدادات المياه بشكل مختلف. عادة ما کان حکام القاجاریین يستخدمون حوض خانة في الصيف إذا كانوا في طهران. وبحسب كتابات معير الممالك في عهد ناصر الدين شاه، کان في هذا المکان (متحف الصور الحالي) جميع أنواع الطيور الجميلة. لقد بنوا أعشاشًا وأقفاصًا وجمعوا فيها طيور كثيرة من جميع الأنواع على جانب من القصر.
يعرض متحف الصور مجموعة من الصور من فترة القاجار إلى جانب معدات التصوير في ذلك الوقت. أصبح موقع متحف الصور هو الموقع الحالي بعد العديد من التجديدات. مجموعة الصور في قصر کلستان هي المجموعة الثانية بعد المجموعة الملكية في إنجلترا. كان ناصر الدين شاه نفسه مهتمًا جدًا بالتقاط الصور، وقد عُرضت الصور التي التقطها بنفسه، إلى جانب الصور التي خط يده عليها، في متحف الصور.

 

 

 

 

 

 

 

 

عمارة مصدات الریاح

تم بناء عمارة مصدات الرياح على الجانب الجنوبي من حديقة کلستان في عهد فتح علي شاه، ولكن تغیرت هذه العمارة کثیرا في عهد ناصر الدين شاه. بمقارنة اللوحات المائية الجميلة التي رسمها محمود خان ملك الشعراء لهذا القصر في عامي 1278 و 1281 الهجري، والصور التي التقطت منه لاحقًا، يمكن معرفة كيفية حدوث بعض هذه التغييرات. یحتوي هذا القصر على قاعة كبيرة مغطية باللوحات والرسومات والزخارف والمرايا والتجصيص والرخام وهي إحدى القاعات الجميلة والمثيرة للاهتمام في القصر الملكي القديم.

يوجد في أسفل القاعة والقصر، حوض كبير (في متحف الصور الحالي) في الزوايا الأربع التي توجد بها أربعة مصدات رياح طويلة مصنوعة من بلاط الفسيفساء الأزرق والأصفر والأسود مع قباب ذهبية ويتم تبريد هواء الحوضخانة والقاعة والغرف جيدًا بواسطتهم. كان تتويج مظفر الدين شاه (1313 الهجري)، الذي تزامن مع الصيف وحرارة طهران الشديدة في نفس القصر.

 

قاعة الماس

تم وضع أساس هذه القاعة في عهد فتح علي شاه وكان شكلها وأقسامها وأبوابها وسلالمها على طراز مباني زمانه، ولكن في عهد ناصر الدين شاه تم إجراء تغييرات في مظهرها وزخارفها. يُطلق على هذا المبنى اسم “قصر الماس” نظرًا لمراياه الداخلية ويضم قاعة كبيرة وغرفًا بها مقرنصات وصالات والعديد من الأماکن. يوجد أسفل القاعة حوض كبير وعلى طراز مباني عصر فتح علي شاه، تم عمل ثلاث شرفات من مرايا وأقواس ضيقة وطويلة. الجانب الشمالي من القاعة مغطى بغطاء كبير بزجاج ملون جميل. تم تحويل القاعة مثل العديد من أقواس قصر کلستان في عهد ناصر الدين شاه إلى أقواس مقوسة أو رومانية، وغطت جدران القاعة بأنواع مختلفة من ورق الجدران الأجنبي.

 

متحف الأنثروبولوجیا (القصر الأبیض)

في نهاية عهد ناصر الدين شاه، أهدی السلطان عبد الحميد من الإمبراطورية العثمانية بعض الأثاث الممتاز والثمين منها بضع قطع من صوفا لويس السادس عشر الفولاذية وستائر مخملية ومنحوتات برونزية وذهبية جميلة وبضع قطع سجاد تركي للملك الإيراني؛ لأنه في ذلك الوقت، امتلأت جميع القصور والقاعات الملكية تقريبًا بالعديد من اللوحات والأثاث ولم يكن هناك مكان لوضع هدايا السلطان العثماني وتركيبها. قرر ناصر الدين شاه بناء القصر الأبیض في الركن الجنوبي الغربي من قصر کلستان مکانًا لهذه الهدایا.

على الرغم من أنه من المؤكد أن القصر الأبيض قد بني في نهاية عهد ناصر الدين شاه، إلا أن التاريخ الدقيق لبنائه غير معروف، وبحسب نقش على أحد البلاط المثبت في القصر: مؤلفا مهدي وصادق كاشي 1308، يمكن الاعتقاد أن تاريخ بناء القصر كان في نفس السنوات. يؤكد هذا جزئياً الدكتور فوريه، الطبيب الخاص الذي كان في إيران بين عامي 1306 و 1309 الهجري، في كتابه: “وقصر بني حديثًا على طراز العمارة لويس السادس عشر في الغرب”.

يقال إن ناصر الدين شاه رسم بنفسه مخطط القصر الجديد ووضع أبعاد القاعة الكبرى حسب عرض وطول أكبر سجادة السلطان. ومع ذلك، عند اكتمال البناء، أطلق عليه اسم “القصر الأبيض” بسبب بياض واجهة المبنى التي تم تلبيسها وتزيينها على طراز المباني الأوروبية التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وكانت درجات قاعة القصر مصنوعة من الرخام الأبيض والمخطط.

بعد الانتهاء من البناء، أمر ناصر الدين شاه بتركيب السجادة الكبيرة للسلطان العثماني في الصالة المقابلة، وكذلك بعض اللوحات الزيتية الكبيرة لملوك وملكات دول أوروبية مختلفة، والتي قدموها كتذكار لإيران خلال رحلاتهم إلی بلاد فارس أو بعد ذلك. تم إرسالهم للتثبيت في القاعة المذكورة، وبذلك تم إنشاء قاعة مجيدة تستحق استقبال الملوك، وسميت بقاعة عبد الحميد. ومنذ بداية بنائه، تم تخصيص القصر الأبيض لرئيس الوزراء، كما أنشأ رؤساء وزراء الحكومات اللاحقة مقراتهم الحكومية الخاصة في نفس القصر، وعقدت اجتماعات مجلس الوزراء في قاعة “السلطان عبد الحميد”.

حوالي عام 1953، عندما تم نقل مقر رئيس الوزراء من هذا المكان إلى شارع “كاخ”، تم تخصيص القصر الأبيض للفنون الجميلة في البلاد وإجراء إصلاحات طفيفة عليه، حيث أقيمت معارض مؤقتة وخصص مركز نشاط المديرية العامة للمتاحف والثقافة العامة. ومن بين المعارض التي أقيمت في هذا المتحف عام 1957، كان أول معرض لملابس النساء الإيرانية. بعد تشكيل وزارة الثقافة والفنون ونقل المكتب أعلاه إلى موقعه الجديد وفي نفس الوقت مع تتويج محمد رضا البهلوي عام 1967، تم إجراء تغييرات وإصلاحات كبيرة في الواجهة الغربية وغرف الطوابق السفلية للقصر وتم منع تدميره بشكل كامل بسبب الرطوبة وعمر المبنى. في عام 1968، تم تخصيص المبنی لمتحف الأنثروبولوجيا.

يعود تاريخ إنشاء المتحف الأنثروبولوجي إلى السنوات الأولى من عصر بهلوي. صدر أمر إنشاء هذا المتحف من قبل رضا البهلوي عام 1935. بعد صدور هذا المرسوم، تم إرسال خبراء إلى جميع أنحاء البلاد لجمع أغراض ومستلزمات الحياة لأبناء المدن والقرى والمجموعات العرقية المختلفة. في سبتمبر 1935 المیلادي، وبعد جهد كبير، تم افتتاح هذا المتحف في مبنى يقع في شارع بوعلي.
يعد متحف الأنثروبولوجيا من أقدم وأغنى المتاحف الأنثروبولوجية في البلاد ويتكون المتحف من طابقين: الطابق الأرضي يضم المكتب وصالات العرض. والطابق الثاني مملوء بملابس رجال ونساء قاجار وغيرها من الأشياء بالإضافة إلى ملابس مناطق مختلفة من إيران، وکلا الطابقین مفتوحین للزوار.