أظهرت التجربة التاريخية للمجتمعات البشرية أن السلام وحقوق الإنسان يزدهران معا في سياق واحد. واليوم ، توصلت النخب الاجتماعية ودول العالم إلى الاعتقاد بأن احترام حقوق الإنسان والامتثال التام لها ، دون احترام السلام والأمن في المجتمع ، امر مستحیل. و من ناحیة أخرى ، لا يمكن تحقيق السلام و الأمن في الحالة التي يتم فيها رفض احترام حقوق الإنسان و الامتثال لها. إن مؤسسة التضامن والحوار بين الأمم ، باعتبارها مؤسسة غير حكومية تضع هدفها النهائي في تحقيق السلام والأمن و احترام حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم و تعتقد أن وجودها من أجل تحقيق سلام دائم و احترام لحقوق الإنسان في منطقة غرب آسیا ، ينبغي أن تسعى لإرساء مبادئ حقوق الإنسان و السلام من خلال القدرات الموجودة بين المجتمعات ودول المنطقة بعيدا عن الصخب الإعلامي للحكومات الأجنبية . لذلك ، يقدم المؤتمر الأول لمستقبل السلام وحقوق الإنسان في غرب آسیا بيانه مع التأكيد على البنود التالية :
إن ازدهار مواهب الشباب المميزين في دول غرب آسيا ، لن يكون سوى وسيلة لتحقيق السلام واحترام حقوق الإنسان ، و لتحقيق ذلك ، يجب أن نتحرك صوب مزيد من الأمن والسلام في بلدان المنطقة ، لأن الأمن هو جوهر السلام واحترام حقوق الإنسان و يحتاج جميع الناس في المجتمع إلى الأمن للمطالبة بحقوقهم الإنسانية .
ينبغي لحكومات منطقة غرب آسيا أن تركز جهودها على صون السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان ومراعاتها والامتناع عن تصعيد الانفصال بين الأمم والأحزاب الدينية والسياسية . من الواضح أن دول المنطقة ، ستدين أي تدخل مسيء و الذي يمس شؤونها السياسية والاجتماعية.
إن استمرار الحروب الدموية ، مثل حرب اليمن ، لن يفيد مصالح أي أمة أو نظام سياسي ، وفي هذه المعادلة الضارة ، ستعاني البلدان المتعدية من أشد الخسائر السياسية.
إن بدء الحروب العسكرية ونشر الفوضى الداخلية في البلدان لن يجلب السلام لمنطقتنا فحسب ، بل سيكون أكبر عقبة أمام السلام الدائم في المنطقة و مراعاة حقوق الإنسان.
في نهاية المؤتمر الأول لمستقبل السلام وحقوق الإنسان في غرب آسیا ، و الذي حضره المتحدثان الموقران ، الدكتور سعد جواد قنديل، سفير جمهورية العراق المحترم في إيران ، والدكتور مجتبى فردوسي بور ، السفير السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدی المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك الحضور الثمين لضيوفنا الأعزاء وخاصة الطلاب العرب في جامعة الإمام الخميني الدولية، والذي يعقد في 10 ديسمبر ، رغبة منها في تعزيز السلام والصداقة واحترام حقوق الإنسان في جميع المجتمعات الإنسانية ، تدعو حكومات المنطقة والمنظمات غير الحكومية النشطة في مجال السلام وحقوق الإنسان في الوصول إلى آفاق جديدة من أجل تحقيق مجتمعات حرة ، نشطة و تقدمية ، و تعرب المؤسسة عن استعدادها للتعاون مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية لتحسين ثقافة السلام و الحوار.